ثعبان دارفور
طريف يوسف آغا
وكأن سورية لايكفيها مافيها حتى ترسل لها الجامعة العربية لجنة مراقبين برئاسة من هو متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور في بلده السودان. والأسوأ من ذلك أن الزول، وهي كلمة تعني الشخص أو الزلمة في اللهجة السودانية، يحمل اسم (الدابي) والتي بدورها تعني (الثعبان) في نفس اللهجة، فكأن سورية لاتكفيها ثعابين الشبيحة والمخابرات من الصناعة المحلية لتستوردهم من الخارج!
ثُعبانْ دارفورْ
شَبيحٌ مُستَورد
كانْ يامَكانْ في قديمِ الزمانْ
وسالِفِ العَصرِ والأوانْ
بعدَ أنْ أُعلِنتْ وفاةُ الجامعةِ العربية
أرسَلَتْ مِنْ جهنمَ مُراقِباً يُكنّى الثُعبانْ
وهوَ مَنْ لهُ بالغدرِ صولاتٌ وجولاتْ
وجرائِمُ موثَّقةٌ تَشيبُ لها الوِلدانْ
أرسَلتهُ ليحمي ليلى مِنَ الذِئبِ
ويحمي الأطفالَ مِنَ الضَبعِ الجَبانْ
تاريخُهُ كلِسانِهِ، حالكٌ كالليلِ
وهوَ بسَلامَةِ قدرهِ، يُشبِهُ الغيلانْ
قالَ عَنِ الوضعِ أنَّهُ مُطَمئِنٌ حينَ
كانَ الدمارُ مِنْ حولهِ قد رآهُ العِميانْ
وقالَ عَنِ الأحوالِ بأنَّها غيرُ مخيفةٍ حينَ
كانتْ أصواتُ المدافعِ قد صمَّتِ الآذانْ
وقالَ عَنِ الأمورِ أنَّها عاديةٌ حينَ
كانتْ أنهارُ الدمِ قد أغرقتِ المَكانْ
قالَ وقالَ وقالَ ... ثُمَ انتهى بأنَّهُ
عَنِ المُجرياتِ بمُجملِها رضيانْ
لاتستغربوا ماقالهُ الزولْ فانَّ الجرائِمَ
عندَ أمثالِهِ عاديةٌ في أغلبِ الأحيانْ
قلْ لي يازولْ ماذا فعلتَ في دارفورْ؟
ولماذا أنتَ مَطلوبٌ في بعضِ البُلدانْ؟
هلْ أنتَ برئٌ حقاً أمْ أنَّكَ
لاتختلفُ عما عِندنا مِنَ القِطعانْ؟
وهلْ كُنتَ في مُخابراتِ بلادِكَ تطعِمُ الحمامَ؟
أمْ مَسؤولاً عَنِ الصَعقِ والجَلدِ ومنعِ الأمانْ؟
مِنْ حقِكَ أنْ لاتقولَ شيئاً إلا في المحكمة
وإنْ كانتِ الشَبكةُ قد غصَّتْ بالشُهودِ العَيانْ
سَنرى فيكَ وبلجنتِكَ وجامعتِكَ يوماً
لنْ تنفعكمْ فيهِ لااستِغاثاتٌ ولاوَساطاتٌ ولاخِلاّنْ
وسَيسُرُنا أنْ نقفَ معَ المتفرجينَ عليكمْ
حينَ يأتي دورُكمْ لاقامَةِ الأحزانْ
سَيسُرُنا أنْ نقولَ لكمْ الأحوالُ عاديةٌ
وأنَّ عويلكمْ لاوزنَ لهُ في أي ميزانْ
انتظرنا مِنَ الجامعةِ كلَ شَئٍ إلا أنْ
ترسِلَ صاحبَ سَوابقٍ مِنَ العدالةِ هربانْ
هلْ تصدقونَ ياأصحابَ السوابقِ أنَّكمْ بناجونْ؟
سَتنقلبُ عليكمْ جرائِمُكمْ يَوماً زِفتاً وقِطرانْ
وماالفرقُ بينكمْ وبينَ النظامِ إلا
فريقٌ للقتلِ نَهمٌ والآخرُ للدمِ ظمآنْ
نصيحتي لكمْ أنْ غادروا سوريةَ اليومْ
قبلَ أنْ تُجرَفونَ معَ غيرِكُمْ بحُمَمِ البُركانْ