فقط في الأحلام
همسة بنت صادق
أم البراء
(1)
لديه سفر لعمل يجني منه القليل من الرزق
سألها : ماذا أحضر لك معي يازوجتي الحبيبة
همست بأذنه : أجمل شيء تراه عينيك
...
انتظرت طويلاً ،وذاقت الكثير من لوعة الغياب
وعند عودته..بحثت بين أغراضه ، حقائبه
فلم تجد شيئاً..
نظرت إليه نظرات عتاب وحزن
فأجابها قبل ان تسأل : لم تر عينيّ أجمل منكِ في سفري
لكني وجدتُ مايذكرني بك ياحبيبتي
وأخرج من جيبه على استحياء
عقداً من اللؤلؤ الناصع البياض
فابتسمت سعيدة بأملها الذي طالما شعرت معه بالحياة
.....
(2)
ــــــــــــــــــــ
كانت منهكة بالطبخ والنفخ
تريده ان يأكل ألذ الطعام واشهاه
فيحمد المولى أن رزقه زوجة صالحة ترعاه
تأخر عن موعد الغداء ..
اتصلت به فلم يرد على الاتصال
فاستلقت على الأريكة بالقرب من النافذة
تراقب قدومه دون ملل
أنهكها التعب فغلبها النعاس ..
رأته في منامها عائد الى البيت غير مكترث بخيبة أملها
فبكت عند استقباله حزينة
لم يقدم لها الحجج والاعتذارات المقيتة
فقط قدم لها باقة من ياسمين الشام
وعندما همّت لأخذها من بين يديه
استيقظت من غفوتها
فشاهدت زوجها يضم حبات الياسمين
بخيطِ من وفاء ، ليزين عنقها بها
هامسأ ...
سامحيني ..ياملاكي
........
(3)
ـــــــــــــــــــــ
كانت في زيارة لبيت أهلها
شعرت معهم بالأنس والفرح
ولكنه حان وقت العودة لعشها الليلكي
عانقت أمها والدمع يرافق أنفاسها
قبلت أخواتها وآهات الشوق تغلبها
كان والدها ينتظرها في السيارة بعد أن أنزل صغارها
وحينما وصلت قبلت يد والدها الغالي
فوصّاها بطاعة زوجها، والسهر على راحته وراحة أبنائه
فتحت باب عشها المقدّس
وشعلت الأنوار
فتساقطت الأوراق الملونة فوق رأسها
وصاحت الصغار صيحة المفاجأة والفرحة
كل الزوايا مشغولة بالزينة والبالونات الملونة
وعلى الطاولة المستديرة كأس شاي ساخن ينتظرها
والكثير من الحلويات الشهية
استقبلها زوجها الغالي بالتحايا
ارتبكت من الدهشة فسألته : ماالحكاية؟؟
فقدم لها طاقة من زهر البنفسج قدكتب عليها
لاتغيبي عني ياسيدتي
فالشوق قد جفى لحظاتي
ببعدكِ عني