سافر بي كي ينطق الياسمين

ضحى عبد الرؤوف المل

وردة الضحى

[email protected]

رسائل من قلبي إليك...

سافِر بي كي ينطق الياسمين، كي يجُنّ القلب ويكسر المرايا الصامتة ويُعلن الانبهار، كي

 يفتح كفّيه امتداداً لنيسان، لزهر البنفسج، لشقائق النعمان، لورود كالشمس تزهو، كماء

 يترقرق بين شفتين، كالفُرات العذب، كرشعين الهادئ تألّقاً يثغو مع تأملاتي، ليضمّخ

الندى عطراً طيباً عابراً كل الجهات، كصحراء ارتعَشت فيها حبّات الرمال المُلتهبات، كلفحة

 ريح تذوي ودمعها تخنقه الظلمات النيِّرات....

حبيبي...

 زودتّني بنور من قلب مُحبّ ألا يا قلبي ابتهج ودندن فصول غروب يئن!.. يوشوش الدُّجى

 ويسمو بين الأفلاك وحَرف سجَد من حُبّ أضنى الفؤاد، ومَحا الكرى بالتنهّدات واتكأ على

 زهر الأقحوان، وسماء تبكي لدموع أسرجناها، فأغوت الثغر ولوّنت بالحُمرة الشفتين، ويراع

 تعرَّى بين الأنامل من شغف، فكتب شعراً ونثراً في رسائل من جُمان...

حبيبي...

 تعالَ إليّ بالمسرّات، تعال صامتاً!.. تعال مُمسكاً بصولجان تُهديه لنساء جميلات!.. تعال شاعراً!..

تعال حبيباً!... تعال لنملأ الكون هتافات!.. تعال لينطق العُمر بنا!.. ليفكّ طلاسم الكلمات...

تعال لنجلس في معابد الملهمات!.. تعال لنمتلئ بالجنون، ولتكن قصائدنا للعاشقين تعويذات!..

لنخترق.. لنحترق.. لنمتلئ.. لنتأرجح بين شموع مخبوءة في العَتمات..

حبيبي...

 ذاقت الروح نجواك وطيفك يغدو كحروف قصيدة أنتَ منها قافية ترفُل تصوفاً نحياه، فهل من

وَصْل يروي طيب حُبّ ملأ الروح جوى وحنيناً، ونفض غبار الحياة عن وجه كنرجس في ملكوت

الصباحات؟!.. في كؤوس زهر تمايل كالأجراس في قلوب تلتهب كلّما دنَت غمست أفراحها في

الأحزان، كلّما تشرنقت تدفّق السحر وطارت كالفراشات...

ها أنا حبيبي!.. أداعب شال الحرير على أكتاف رسمتَ عليها لمسة شاعر يملأه اليقين ويحيا بروعة

نفس اشتكت وبكت لظى شعور مال له القلب وجداً، وبلّل الياسمين دمعاً رسمَنا قلائد على صدر

راهبات...

حبيبي...

 شحّ زمان تغنّى بالبُعد والاقتراب، بقسوة ولين!.. فهيهات هيهات أن يهدأ خافقي وأنا أنثى شمّاء لم

تهزأ بحبها ولم تنثن عن أمانيها الغرّاء في الحياة...

ها قد ألمَّ بنا حُبّ نصدّهُ بتُرّهات الزمان، بظل أجساد ليست بمأمن عن التوحّد والتماهي بقنوط يجعلنا

نصبو نحو الجمال!.. بالبسمات!.. بالحلم الهني!.. بجرح قلم حاكى الأصابع وكتب آيات كالثريات،

كبزوغ فجر تكاسل بين قمم شاهقات!.. كأطياف تباعدت خطوات وخطوات...

حبيبي...

 هنيئاً للياسمين بنا حين يطل شاهداً على جمال الوردات على مسافات نلغيها ليُسافر بنا الياسمين

كالعطر بين المجرات... لا أعلم لماذا أكتب لك كل هذه الكلمات؟.. لماذا ينهار قلبي كلمات شعرت

بيأس؟.. بحلم مبتور؟.. بعذرية شعر؟.. بحبّ مكبّل بسهام البعد، بنبوءة أكتبها على الرماد!..

حبيبي...

 كفْكِف الدمع ببسمة نفس تعتصر جراحات تدثّرت بالقُبلات، بهدُب يشتهي ضوءك!.. بزهرة نبتت

على كفّي!.. بخطى أسرجت صهوة روحي، نادت حبيبي أنتَ.. يوقظ دهشة الحرف وسحر البيان،

ببوح يعرج بنا فينطق الياسمين برقّة وحنان...

بربِّك!.. ما كل هذا الذي نحياه؟.. وبنا من حرقة الأشواق ما يُشعل كل فؤاد، وما يجعل العيون تؤمن

بنعاس ذابل وسهد يغزو الأجفان...

فتألّق وسافِر بي ولا تخجل لنكون في زمن الهوى مُرصّعين بالزُمُردات، متوهّجين برسائلنا!..

برواياتنا!.. بكلمة منسوجة بعطر السوسنات.. أحبّك ونحن نُبحر في سفن الغيب نرجو اللقاء قبل الممات..