الوردة اليتيمة تصافح كف القمر
أحمد الدمناتي
-1- -3-
مساء متعب برائحة البحر فكي رحلة الحرف من أسر القصيدة
والشاعر ينظف أكواخ قصائده وضعي بهاء الشعر في زنزانة السحر
من ضجيج الحلم وشغب النوارس يا وطني النائم تحت عشب الهديل
أحمل وجهي في خريطة الاشتهاء لملمي شظايا ذاكرتي المحروقة بهجرة الكلمات
حتى تصبح الذاكرة نافذة لرحيل الشعراء من غسق الدهشة البدائية الأولى
ها الوردة تحرض القمر على المنافي وأشعلي في تضاعيف الزمن الهارب
والكلمة التي تقتلها قبائل من النساء وردة تكنس بقايا امرأة
تختبئ في مغارات الأبجدية من تراتيل نجمة مذهبة بعري الكون
مدججة بصلوات العشب سأربي قصائدي هذا المساء بعطر النجيمات
وأسراب الموج وأسرح خيول الفجر لأعشاب الذاكرة
فراشة عاشقة تحرس طفلا في سن الورد كي يقفز المنفى من جرح الشعراء
وزنبقة تشعل الخريف مطرزا بالندى والنسيان.
في بستان امرأة.
-2- -4-
رنا تقتل العصافير في عيونها الغجرية اذبحي آخر الغيمات الهاربة من سجون القصيدة
وتقطف من أحداق القمر نورسا متعبا بسكين عزلتك
تعلم الفراشات هجرة الحب أسرجي ما تبقى من خيول الفوضى
نحو أقاصي الغسق في حدائق الموج
ويجلس الحلم كقديس في عيون الموج ها مرايا مهمشة في أدغال القلب
يؤرخ لمساءات هاربة من دروب الطفولة تلبس عري الليل
ها الوردة اليتيمة تصافح كف القمر وتسيج أغنية البنفسج
وتقدم العزاء لأسرة الربيع بضفائر البحر.
حتى تصبح القصيدة امرأة الكون الأولى
ترتب غواية الشعراء
في بساتين الذاكرة
وتنام وحيدة في شقوق الحزن
وحدي أرسم وجهك على مرآة الروح
وأوزع قلبي على صباحات الحب
طفلا ينام في محراب الشتاء.