سلسلة ذكريات قلم
محمود أبو حمده " أبو عاصم "
(1)
" في لوثة فكر"
فانوسٌ وقمر, وبندقيةُ النسيمِ ووريقات المطر
وأقواسٌ ترفرف فوق الحدود,,وبقايا من جذور أرواحنا,
وطعونٌ في ذوات الصفاء .. ومشاعل بتلال الزهور المشوبة,
وذكريات شقائق الأرواح الخائنة , وأمنيات فوق أكوام الغيم,
وقُبل لثغر التفاح الأحمر, وظل شارد يناجي القمر,
ودندنة على أوتار المحبين , في ليالي مسافرة بين قصائد الضياع,
وحداء أنصاف البنفسج الحزين , وملامح أفراح قلوب جميلة , و اشتياق الوصال بين الأحبة,
و أطياف أنّات السكون , وفصول من حكايا الألم المكين,
و حكايا عن مواطن لقاء , وتسكع حروف الصمت بين أروقة الحداء,
وبعض من عقول مسافرة , ترسم سكنها فوق أفق الحطام ,
وألقاب ونياشين تصفد على أهداب رموش الحسناء,
أيا حبي حنان من حبك يغدو في مرفأ عين, وباقة من سنا الأقمار,
وبريق من تيجان روح لامعة , وأبقى أحبك ملأ الحديث , وقلوب العاشقين تناغي القدر,
وودائع من ذرات الجنان , وخيال واقعنا المنمق من سنين ,
وقسمات وريقات الزنبقة الصغيرة , وعناق بين الأم وروحها ,
وشواطئ الإحساس المرهف يرتخي فوقها انسياب الأمان ,
أذكر أني وعدتها أن نسافر معاً ولكن افترقنا, قالت لي بأني شقّ روحها , فلم أأهبهأ بها
قالت لي بأنها أسكنتني في قلبها , فلم ألتفت لها ,
قالت لي بأني أمتلك كل وقتها بل حتى هنيهات أحلامها كنت أسمع بتلك المعاني ولم أجربها يوما ,
فقلبي يناغي قسوة الحجر و قرقعة المطر..يداعب جمادات على أرصفة الراحلين ,
همست لها بأني كنت أمتلك أشياء في صدري واندثرت ,
بقايا قلب .. أنصاف حداء .. خيوط حب ,
وشيء من عشق بسمات ترتسم لكل الدنيا , وتمضي أناملي على استحياء ,
وترقد خلف قضبان الألم ,
في أيام طهر من رجس قديم , أيا قمر المحيا,
أيا شمس الأضاحي .. أيا ضوء النهار .. أيا شدو المضاء .. أيا شهب ماضي الأنام..
أيا كل ما أرى وأملك
سيشق بنا المدى , وداعاً وإن كان لنا لقاء في المدى البعيد ,
فحروفي ما زالت في مضي ومع كل ابتسامة يتمزقون , ويدورون في صراع مع الزمن ,
حائرون خائفون خائرون , ويستثيركم ذاك الثبات الكامن في أصباحنا الوردية ,
يكتبون وهم نائمون ,
" المستقبل لمن يثقوا بجمال أحلامهم "
(2)
" سأرشف عطري بحجم غلاك "
سأرشف عطري بحجم غلاك
سأرسل شدوي بين رؤاك..
سأعلم روحي بحلو شذاك..
سيقبل نشوي بنور مداك..
سيفرح شدوي بلون حداك..
سيذهل حرفي برسم نداك..
ستشرق روحي بشمس سناك..
سأهمس لك سأصرخ في روحك سأبقى
أهديكم هذه الكلمات وهذه الألوان..
علها ترسم البسمة على شفاهك الوردية..
التي تنبثق في كل يوم نحو الضياء..
(3)
" أُغْرودة الرُوح الحَبِيبَة "
أغرودة الروح الحبيبة في جفونك أسكنيني
ذكراك تشعل في فؤادي مُرة الماضي الثخين ..
عيناك ساحرتان مثل يمامة هامت على أطراف شقشقة المعاني كالأنينِ ..
ذكراك لا أدري لماذا تنهالُ من صفحات مجد يحتويني ..
قد سرتُ في هذا الزمان بغصة تكوي المحب بلوعة الحب الحنينِ ..
يا وردة لا أدري لماذا تشدو دموع العين بحرقة الأمس الحزينِ ..
لا تدمعي فالدمع يأسر ذكريات العمر بحرقة المحزونِ ..
لا تجزعي فالكون يشدو كالبلابل في سكونِ ..
لا تصمتي فلأنت أجمل من عبير الروح في يوم إشراق حنونِ ..
لا تيأسي لا تجزعي لا تدمعي مِنْ مَنْ مضوا في ليل عتم في شجونِ ..
لا ترحلي مهلاً كي ما تكون الروح في تيهِ غريب في جنونِ ..
لا تأبهي بالجمر والآهات والأنات فإنما بين الربيع الحلو أشواك منمقة من سنون
(4)
" نَحنُ وَأَنتُم "
نحن وأنتم.. وأنتم في مدى الأزمان كالقلب الجريح ..
نحن وأنتم في شذى الريحان كالعشق الفسيح ..
نحن وأنتم في رؤى الأحزان كالهمس العنيف ..
نحن وأنتم في سباق الحب كالطفل اللطيف ..
نحن وأنتم مع جمال قلوبكم كالحب اللفيف ..
نحن وأنتم مع حفيف المجد في ساح الخلود ..
نتبادل الضحكات باطمئنان في خوف شديد..
نحن وأنتم مثل طيفٍ خالدٍ منذ الوجود ..
نحن وأنتم مثل برق خاطف قد لاح يلمع من بعيد ..
نحن وأنتم قد مضينا في زحام الكون في رحب الوجود ..
نحن وأنتم في فناء الروح كالطفل الوليد ..
نحن وأنتم في رحاب الله في حب مجيد ..
نتبادل الأنسام في ولهٍ كما الأفق البعيد ..
نحن وأنتم قد رنونا بالهدى حيث المنابر قد تشع بنورنا الوضاء في يوم الوعيد ..
حروف تنبض بالمحبة لشقائق الأرواح
من تعانقنا في هذه الحياة الدنيا وأسأل الله أن ألتقي بهم على منابر النور يوم القيامة
(5)
" الهمس يكتب والحروف تنادي "
الهمس يكتب والحروف تنادي..الحرف يرسم في صميم فؤادي
الهمس ينقش لوحة عذرية مع دفق حب في جميل سهادِ
الحرف يحكي للأُلى ماذا يقول الحب إن كان اللقاء تنادي ..
الهمس يمضي للعلا في لوحة مزدانة تترا كما يحلو الربيع الهادي
الحرف يشرق بالضياء الحر من وهج الدُنا يهمي كنهر من سماء بلادي
الهمس يصرخ غاضباً ماذا يكون الحرف إن خان المحافل في سكون غادِ
الحرف يمضي واثقاً متلثماً متمترساً بعظيم خوف من رياح جلادِ
الهمس يغضب قائلاً ماذا تقول الريح إن مرت على أوج الحقول الخضر في ليلٍ عقيم صامت يحكي ويبكي يا حرف مالك لا تجيب فؤادي
الحرف يمضي صامتاً متلعثماً متجذراً بعظيم خوف في لحون بعادِ
الحرف يحكي باسماً أنا لن أجيب الهمس عن قلم الرضا سيجيبه يوم اللقاء منادي
يا همس مالك والسطور الغاليات كأنهن سنابل تحني الرؤوس الشامخات بلوعة كي ما يكون المجد مرفوع الجبين الصادِ
يا حرفُ ما لك هل تراني خائف من همسك المحزون يبكي ويكبر في زقاق اللون يبدو كما الريحان في وجل كما الأزهار في خجل وكما جمال الحب بل و الكادِ
..يا همس فلتبقى بدارك كالشموع الحمر تجلو سواد الليل في عجل وتحكي يا فؤادي
يا حرف فلتنصت لنا يا حرف فلتقبل هنا يا حرف ما كنا لنحدث في الدُنا سؤلاً تجني علينا أحاديث الغثاء العادِ ..
يا حرف ما كنا نحبك دائما يا حرف بل كنا حبيباً هائماً ما كان عيشاً إن كان الفراق سعادِ
يا همس ما زلنا نحبك كلما مر النسيم على ضفاف الروح ينثر دمعة في نقش رسم في جميل الصادِ
من واحة الإبداع ننثر قبلة تهمي على همس الحروف بروعة وتقول لا تحزن على ما كان من سُؤُلٍ بل قم وسطر بلحون حرف مع نغم همس في حداء الحادِ..