سوريتي ثوري وأعيدي وطنآ فقدناه

سوريتي ثوري وأعيدي وطنآ فقدناه

إبنة الزيتون

سوريا يا حبيبتي

يا وجهآ بالحزن كسيناه

أشجارك تسألني

عن أخضر بأسود إستبدلناه

سيفك الأموي

يا سيدتي بحقد ماكر دفناه

أهلوك ولوا و إرتحلوا

عن بحرة و عن ليوان دار

نفيض دمعآ إن ذكرناه

أرثيك يا قتيلة

لم تتطهر بدمع ذرفناه

يا أرضآ محتلة

قد إحتكروك وطنآ

لإله بالغصب خوفآ مجدناه

و خنتك يا سورية و خانوك

وطنآ بخنجر الذل و الإنكسار من الخلف طعناه

و ركعنا نبكي ألمآ

عزنا الذي بالخنوع واريناه

و تهنا في طريقنا نمشي

ما بين مجد غابر و كفاف خبز كرهناه

نفوس بغيضة جثت على صدرك

يا دمشق كبلتنا بحديد نحن لهم سكبناه

و أهديناهم صمتآ يكلل

القهر الذي ظلآ ألفناه

و بعناهم وطنآ يا حبيبتي

برعبنا من بطشهم أدميناه

و جثونا نبكي أطلال تراب

تصحر كنا مرة قد زرعناه

و نقص الأساطير عن رجال حكموا

بعدل الله الذي أزلآ عبدناه

و ندعوه بقوته أن ينقذنا

من موج عات كبر و جرفنا

و إقتلع الجذور و كتب

عيشآ أسودآ بحبرنا خططناه

و ركبنا الموج نخشى الغرق

بماء مالح أذابنا و سكناه

و بجهل قاتل ظننا أننا نطفو

و الصدأ يتآكلنا دون أن نخشاه

و بتنا نرجو النجاة من الله

بشاطيء حر كنا لفرعون قد أهديناه

دمشق يا حزنآ يسكنني

شآمآ بالصبر دثرناه

إنهضي سوريتي و إنفضي الصبر

عنك تعبآ و هلاكآ مللناه

و أطردي عنك محتلآ

كنا يومآ عنوة قد إنتخبناه

أحببناه قسرآ و خلناه منك

و إلى رحم عرينك نسبناه

فإذا به صهيوني بأفعاله

يضاهي بخرابه عدوآ خشيناه

ينسج الكلمات وهمآ

و فساد فعله غيبآ حفظناه

آن الأوان كي ينجلي عنك

من باعك رخصآ و شار لك حسبناه

ثوري يا سورية و أعيدي للعروبة

مجدآ كنا بماء الذهب كتبناه

و أبعثي رفاثك حيآ

بكرامة تعيد وهم العز الذي عشقناه

ثوري يا حبيبتي

و أهدري دمك ثمنآ لوطن أضاعنا

و لم نكن يومآ أضعناه

صفي الرجال جيشآ إن وجدوا

دون خنوعهم الذي طعن حقآ ثكلناه

أو إفتحي الباب للنساء عنوة

يشهرون السيف نصرآ بالأرحام طفلآ حملناه

هبي يا سورية و إنهضي

و إنفضي الغبار عن مومياء حرية حنطناه

إطردي الخدر الذي أصابك وهنآ

و إربحي حربآ

و أعيدي وطنآ بالخوف خسرناه

و أعلمي أنك لن تعيشي يومآ

إن لم يكن الدم ثمنآ لعيش كريم دفعناه

الدعاء وحده لا يكفي

و الظلم يبقى أبدآ جاثمآ

فكيف بنا إن بالنار و الحديد قصصناه

و أدخلنا الشمس عنوة

إلى قصر كنا بالظلام دمسناه

و كتبنا بالأقلام فتحآ بعد أن

بالعزة و الحق و الروح حقٌناه

و عدنا إلى الوطن الحلم الذي

تمنيناه واقعنا و بددناه

عيشونا به طريقآ دامسآ سواده

لأربعين عام بالعار مشيناه

كيف بك يا سوريتي

إن عدنا غدآ بشموع الأحرار أضأناه

و تاج الحرية دفاعآ عنك ألبسناه

و طردنا ذلك الذي بالسجون يحكمنا

و قسرآ يقتات رزقنا و لحمنا أطعمناه

و هالنا أنه لم يكتفي بكل الوطن

مزرعة له و حصنآ لأقاربه قدمناه

راعنا أنه فتح باب المزرعة حصنآ للأعداء

و طردنا و سجننا و قتلنا

بالرصاص الذي نحن له إشتريناه

و سألنا أنفسنا كيف جعلناه قائدآ

كنا يومآ قد تأملنا بالإصلاح على يده

و بتطورك كما كذب علينا بايعناه

و بتنا ننتظر وهمآ بجنوننا واريناه

و إصطففنا من وراءه و أحببناه

فإذا به العدو الذي منحناه الأمن و الأمان

و غدر بنا و بالأغلال عنوة عذرناه

إنهضي يا سورية و ثوري

و كفري عن رضوخك عمرآ وبالآ كسبناه

و توبي إلى الله و جاهدي

فالحياة تمنح الإباء للأحرار

إن بالدم غذيناه

بعد أن بات الصبر ذلآ و الصمت خنوعآ

و هاجر السمع آذاننا و إحتل العمى عيوننا

و الفم كممناه

بكي الحجر علينا و غزانا الفقر و بات القهر قرينآ

و عاش الألم و نفيت الكرامة عنا

بذل ما عهدناه

و قوي الحصن و إزداد الجبروت

و قتل القانون و تطاير اللهيب الذي تفاديناه

و حرق الأخضر و اليابس و بات سمآ تجرعناه

ثوري سوريتي

أو إنتحري باكية

إن لم تقتلي مجرمآ بالورد زيناه

و إختاري لنا بديلآ يحكم بعدل نسيناه

يجعل لنا من الوطن حصنآ يحضننا و نرعاه

ينشر التعليم و يدفن الفقر و يزرع الأشجار

و يوزع الأرزاق علينا دون قريب له بمالنا أتخمناه

إختاري عبدآ لله لا يأخذ مكانه بالتحكم بالعباد

لا يحتكر الموارد و لا يسن القوانين و لا يجعل

من الوطن قربانآ له بكساد أرزاقنا نحرناه

ثوري سوريتي و إقطعي دابر كل مفتر و فاسد

طمعآ بالعيش تباهينا به و مدحناه و رعيناه

و إلبسي حلة الياسمين و أنثري بذور الحب

في تراب طاهر بأيدينا لهم بالسم عجناه

جاهدي بأمر من إله عادل سجدنا له و وحدناه

و إفتحي لنا الباب كي نعيد وطنآ لنا إن حررناه

هدرت دمائنا به ظلمآ فماذا بنا

لو أننا دمنا الطاهر للحرية سفحناه

و فجرنا ينابيع عطاء لأهلك سوريتي

و أطلقنا نبلهم ذاك الذي خلف القضبان واريناه

و غرسنا علمنا عوضآ عن اللآس

الذي ركعنا بعد أن على أجسادنا غرسناه

و جثونا نرثي القبور التي ضمتنا

أحياءَ جعلت من تراب أُستملك مسكنآ بالشمع الأحمر ختمناه

و بكينا و أبت السماء أن تمطر غضبآ

على عباد نسوا خالقها و عبدوا مسخآ نحتناه

و خروا سجودآ يدعون الله لفرج قريب

بعد أن قُتلوا و سُجنوا و أهدوا السجان

قفلآ نحن له بالرعب صقلناه

و يظنون أن الجهاد فرض كفاية

كيف تالله و نحن دون الجمع ما أخفناه

عزة لله و لحقه رصوا الصفوف و أتحدوا

بقوة الله و إنتصروا لوطن

كنا عنه دون ممانعة تاج الياسمين خلعناه