أكلة مدبّرة
سماح سليم شمالي
وطني " طنجرة "
شعبه " طبيخ "
عدوي " نار "
في مِطبخنا الكبير
وضعوا طباخين مؤسسين في مرحلة البستان في مطباخهم
فتحوا "طنجرتنا" من دون غيرها
وضعوا مكونات "طبختهم"
حركوها جيداً
كلما زاد جوعهم
رفعوا درجة غليان "الطبيخ"
فالنهاية أن يستوي "الطبيخ"
ويطفو على "الطنجرة "
وتشتعل النار أكثر
ويطفو الطبيخ أكثر
فيأتي نافخ بنفخة
كحبة مهدئ للأعصاب
والشعب يعتبرها وعد و منطقية
وأعتقد أنها سحرية
فلا تحوي تهدئة أعصاب
وليست وعد ولا تقرب المنطقية
نافخ ساحر
كالذي أتى به فرعون لـ "موسى "
بعدما اشتعلت النار
وكادت تصهر " الطنجرة "
وتحرق المطبخ " بطبَّاخه "
نفخها الساحر
أبقى النار مشتعلة
وجعل " الطبيخ " يكف عن الثوران
فالسحر هنا بنفخة
لم تطفئ النار
ومع ذلك أوقفت الثوران
بخلاف ما هو مألوف
وهكذا شعبي
يُحرِّقه عدوي
فيثور ويثور و يثور
ثم يأتي مفاوض
أو يأتي مخابر
أو قل ساحر
فإما أن يسحر الشعب بنفاثاتْ
أو يهدئ المفاوض غصبته بورقات
أو يهدد المخابر ب مواعدات
أو يطفر الشعب فيخرس وينزلق في الوحلات
كما قد يطفو " الطبيخ " يوماً فيطفئ النار وتبقى الغازات !