ديننا في كلمتين
هنادي الشيخ نجيب
كلمتان: خفيفتان على اللسان، ثقيلتان على الأبدان!!
كلمتان: سهلتان صعبتان، لطيفتان عظيمتان...
جامعتان مانعتان...
ضدان متكاملان... ظاهرهما: كفٌّّ وعطاء، وباطنهما: إيمان برب الأرض والسماء...
الحصن الحصين، والحرز المكين..
جمعت كل المنهج، وهي مفتاح الفرج...
قد علمنا أنّ للإيمان ستة أركان، فهل قال أحد بأنه كلمتان؟...
نعم، وهل يملك ذلك إلا من أوتي جوامع الكلم وفواتحه وخواتمه؟!!
أعيروني إذاً الأذن والقلب، واسمعوا كلام الحب:
قال النبي المختار صلى الله عليه وسلم، الموحى إليه من العزيز الغفار:"الإيمان :الصبر والسماحة".
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره: إيمان قلب وروح، إيمان عقل وفكر...
إنه إيمان الأقوال... فأين إيمان الأفعال؟
أين ترجمان الإيمان "المحلف"؟
أين صورته "الجوارحية"؟
أين انعكاساته "المرئية"؟
فهل الإيمان إلا كف عن الشهوات وإعفاف عن المنكرات؟
هل الإيمان إلا حمل الجوارح على الثبات على الطاعات؟
هل الإيمان إلا إمساك النفس من الإعتراض على المقدورات؟
فذلكم هو الصبر:نصف الإيمان الأول...
وهل الإيمان إلا عطاء وجود لوجه الله المعبود؟
هل الإيمان إلا إنفاق وكرم ابتغاء رضى الكريم الأعظم؟
هل الإيمان إلا سخاء وبذل عن طيب نفس وصفاء حس؟
فتلكم هي السماحة: نصف الإيمان الثاني...
هكذا هي الحياة مع الإيمان:أخذ وعطاء...
أن تأخذ نفسك بالعزيمة... لترتقي بأخلاق الهدى القويمة...
أن تأخذ بالأسباب وتعمل بجهد متوكلاً على رب الأرباب...
أن تأخذ نصيبك من الدنيا... مبتغياً في ما أوتيت الدار الباقية...
وأن تعطي عطاء الواثق المتيقن... من وقتك وجهدك ومالك...
من علمك وأخلاقك... من بيتك وولدك... من مأكلك ومشربك وأثاثك... من كل نعمة يغذوك بها ربك...
فيا أيها القارئ الكريم... هنيئاً لك منهج ربك..
عش في ظلاله صابراً محتسباً... راضياً مرضياً...
واحْيَ في أفيائه كريماً سخياً... براً تقياً...
وامشِ في درب الوصول راجياً من الله القبول...