أوراق ليست خريفية (7)
أبو فرات الفراتي
أين حديث المطر ؟؟
أين قارورة عطر الذكرى ؟؟
أين التين والزيتون ..؟؟
أين همسات العيون ..؟؟
أين اللسعات واللهفات والذي هو آت ..؟؟
أين زوارقك المبحرة في خليج الحب الأبيض ..؟؟
أين المتوسط والأحمر ..؟؟
أين رسائل الملائكة يا ذات القلب الملكوتي ..؟؟
قبلاتي إلى كلماتك في متحف العشق .. وفي الأمل القادم
عذرًا .. أما اليوم فلم أجد لك وردة ولا قبلة ولا نغمة
أوتارك لم تعد تمسحها دموعي
لا تجف الحقول من بعد عينيك
م ش ت ا ق
يا ذات الأوراق
أين ..؟؟
==========================
لن أبحر قبل استئذان شعاع الحب والشمس
ليس قبل تقديم القربان لقمر مسائك البهيج
ليس قبل أن نتلو التعويذة
ونترك سرّا من الطهر لا تمحو آثاره الوشوشات
ليس قبل إهدائك عطرًا من الورود المستحمة بقطرات العرق .. عرق خجلنا عند لقائنا الأول
وتعزف موسيقى تنهدات اللمسة الأولى
لا
لن أبحر
===============================
لا أنسى إشراقة الصباح حين فتحتُ النافذة فأفاجأُ بحمامتين ..
كانتا تتبادلان حديثًا من وحي الروح
لا أنسى أن الأميرة حين وقفت عند النافذة كان الحبيبان قد ودّعا المكان
كان صباحًا اختلط فيه جمال لقائنا بوحشة فراقنا
على جبينك أقرأ صفحة ابتهاجي
========================
تترك وراءها مديات الشوق تتماوج موسيقاها في أوردتي
لن تنتهي التساؤلات .. تساؤلات فضولي عن مخابيء اللهفة في ذاكرة اللوز والملح
========================
أتعبني الصمت الطويل
تركتُ منديلها يمسح بقايا هموم الليل
تكتب شعرًا بمكحلة العين
لا فوضى فيها .. إلا فوضى خصلات الشعر على جبين ينضح بالطهر
هل تعذر الأميرة خيالي المحموم ؟؟
========================
متى يشرق النهار برسالة منك ؟
متى أبصر بهجة المطر في حروفك ؟
متى أحسّ بدفء الكلمات في برد هذا الشتاء
=========================
سلام عليكِ أيتها النائمة على سحاب مدينة الطفولة
سلام على انكشاف ساقيك على أجراف نهر الذكريات .. ذكريات مدينتي الأولى
هي أنت التي رأيتها قبل أربعين عامًا
هي أنت - إذن - تلك التي علمتني كيف يلتاع القلب .. كيف يستعذب جمرة حبها
رأيتها .. بعد أربعين عامًا
اللغة ذاتها
النبرات نفسها
التنهدات الساخنة لم تتغير
الرائحة هي الرائحة .. والعطر هو العطر
==========================
سلام على الشمس حين تغيب بألم الذكرى
على الليل حين يستر بظلامه دموع الشوق
على الأنين حين يختفي وراء صوت المطر
سلام الدفء على مسائك البهيج