سجل..أنا عربي

سمير جميل عبيد /عمان الأردن

[email protected]

سجل..أنا عربي

رحمك اللهُ درويشَ

وإذ صحتَ يوماً....سجل أنا عربي

عذراً درويش....فإني بهذا الزمانِ يئنُ بي

العارُ من نسبي

من منبتي خجلٌ

وأرثي له حسبي

وفي البالِ أبشعُ من الذي قلتُ وصفاً

لو لم يكن أدبي

فكل ما اليومَ بأمتي

يستثير بي حنقي

ويثيرُ بي غضبي

ستونَ عاماً

نخطُ التيهَ بأيدينا

نفذت بالهزائمِ دفاتري

وأفنيتُ أقلامي

وفاضت بها كتبي

تقيّح جرحنا

وعلى الشفاءِ استعصى

فرحماك يا ربي

أنحنُ عربٌ ....ونبيُ اللهِ عربي

أنحنُ عربٌ...والصديقُ والفاروقُ وابنُ الوليدِ والمعتصمُ عربي

بعدهم....

كلُ لصوص الكون

من هنا مروا

ولا حمية تعلوا لمُستَلبِ

وكلُ طغاة الارض

من هنا مروا

ولا جفنٌ يرفُ لمُنتَحِبِ

وكلُ زُناة الارض

من هنا مروا

ولا جبينٌ يندى لمُغتَصَبِ

المغولُ مروا

والإفرنجُ مروا

والمجوسُ مروا

وبني صهيون مروا

أضاقت دروب الأرض

لتزدحم من ألفِ عامٍ

بكلِ الأوغادِ دربي

سكنتني الهزيمةُ

واستوطنت ظلي

تلاحقني من شمالٍ وجنوبٍ

ومن شرقٍ ومن غربِ

إني هُزمتُ

بالوهمِ في سلمي

وبالعجزِ في حربي

تعبتُ بعروبتي

فهل أخرجُ من جلدي

وأموتُ في المنفى

أو أحيا بمُغتَربِ

جذوري في الأرضِ ضاربةٌ

وتلك معضلتي

وجذورها ...تمتدُ في قلبي

ما هانت عليَ يوماً

بل عليها الغيرةُ تقتلني

ومنها القهرُ في الشكوى

والغيظُ يسكنني

والمرُ في عتبي

لستُ أبغي إلا

حياةً فوق ثراها

وتحته قبري

فما دامت تدورُ الأرض

فالفجرُ من زوايا الظلامِ قادم

وستنبتُ بذورُ الأولين

رجالها النُجُبِ

إذا هبت رياحُ الشرق

وروت تراب الأرض

بأمطارها سُحُبي

لذا سأرفعُ مع درويش َ صوتي

فيا أيها التاريخُ سجل

مهما جرى...فأمتي قدري

وسجل بأحرفٍ من نار

سجل أنا عربي