مجنون بغداد

فؤاد وجاني

لبغداد وحدها

 يتبغدد الليل في سيره نافشا ظلمتيه كقلب طائر أسره الهيام أسرا

يمهرها في الغروب حناء وفي الغسق كحلا وعند السحر نسيما عطرا

تتغنج مليحة العينين دلالا وتأبى

يتذلل الليل صافا نجومه قِبْلة ساقيها الطينتين ناسكا عبدا

تهز مكة الكواكب خلخلا وتأبى

يركض الليل الى لوحة السماء فيصبغ وجه القمر بياضا

تحرك ملكة الجمال رمشا وتأبى

يسكب الليل لأقداحه دمعا وبشارع أبي نواس يترنح ثملا صبحا

تسقيه مرضعة الأحزان ريقا فيشفى

في حب بغداد يموت الليل كل فجر  شهيدا