حنين وأنين
حنين وأنين
هاشم منقذ عمر بهاء الدين الأميري
الرباط ـ المغرب
ويكتبني الشوقُ حزناً على وهنِ الأيام .. فأسحبُ إليكِ البحرَ إغفاءةً موجَعَة .. ويتساقطُ الوقتُ شاحباً كأنَّ عينيه بكاء وألم ..
لظىً أحرقَ الترابَ .. وعروسُ الزمن ليست له ولا الزمن فَرَح ..
بابٌ أوصِدَ .. والجلادُ أطفأ دروبَ النُّور .. والريحُ غضب ..
صوتي هناك .. ويموتُ الصدى .. ويختنقُ السبب ..
كانت دروبي وسادةُ أحلام .. نجومي بوارقُ .. والقمرُ أمان ..
خيولي تبحث عن خيَّالها حيث الخيالُ فوارسُ وجياد .. حتى الكلام تلاشى كاللَّهب ..
وكفّي يبحث عن قصيد .. وصهيلُ المجد أنين .. والجبالُ لوت أعناقها وعهدي بها لا تلين .. وأنا أقرأ الصمتَ والناسُ صَخَب ..
والعمرُ مضطرب الأيام مِخْلَبٌ شدَّ عليه حجر .. رحيلٌ وأمضي .. بُعدٌ وغربة .. والشوقُ جناح ..
العاثرات .. طرفي والرؤى والذكريات .. كأنها أخيلة من ضباب ..
والأيامُ غرقى الليالي كأنَّ عتمتها عذاب ...
وطني وتملأ ذكرياتي دروبك كحبّات المطر .. هنا سارت أمانيّ .. وهناك الشغف ..
ويبقى الحنين للشطآن اقتراباً سابحاً في الخفْق .. والقلبُ سفين ..
حلبُ .. وتسكنين الهدوءَ خلف الغمام .. حمائمُ ظلّلتكِ حيث كنت لها خفق الجناح ..
وتنهض مآذنك للسماء ضياء .. وأحجارك تاريخُ بقاء ..
أعانق أرضك .. سحاباً هو عناقُ التراب .. مطراً شدَّ شوقي إليكِ .. فكان رسولَ البكاء ..