درويش,,,صوت القلب المحتل

ليلى زيرق

[email protected]

ابن إحدى قرى الجليل المحتل، مِن ألمِ الفقد ومرارة التهجير اختار أن يتكلم بنغمة اللفظ وصدى المعنى، رافضا الصمت مع الصامتين بموهبة ربانية هي "مَلَكَةُ الشِعر"..وكان من اللحظة الأولى عصفورا بلا جناح.
تضاربت الأنباء عن صحة خبر "وفاته" فقال الإحساس،روح درويش تخجل من دمع أمه لذلك
يأتيه الموت بكثير من التردد .
آن الأوان لحبيبته أن تنهض من نومها وتبكي شاعرها المحب مع العصافير التي تموت في الجليل، لم تعد تفكر كثيرا إذا كان أحبها أم لا لأنها تعي جيدا انه عاشق من فلسطين بكل المحاولات ابتداءا من الرقم سبعة.
مات أخر الليل وتلك صورتها وهذا انتحار العاشق عندما بدأ المشوار من فلسطين لنجد أشياء عن الوطن من يافا وحيفا إلى أن سطت بيروت عليه ثم غنى الترحال في دربه ليغني الشعر حتى تونس وباريس ليقع في حصار لمدائح البحر..وكانت هي أغنية ..هي أغنية .ورد اقل.. ومأساة النرجس..
وملهاة الفضة..حتى أصبح يرى ما يريد,, ووصل إلى إحدى عشر كوكب لمجرد السؤال:لماذا تركت الحصان وحيدا؟؟؟
احتفت به البلدان والعواصم لأنه مجد المدن كما الأطفال والأمهات الشرق والغرب والندوات والمؤتمرات ليتبناه أصحاب القافية أيضا.
ساهم في ثورة الشعر الحديث وغناه عود السلام بحنجرة الخليفة.
لم تكن كلماته مجرد عابرة في زمن عابر لأنها تتشبث بصبر ورق الزيتون وزهر اللوز وابعد لتمسح حزن عصافير يافا وتحلق بهم إلى أعالي سحب عكا.
ما استسلمت هامته وهو في المستشفى بل إيمانه بأن الرسالة قد وصلت فلسطين وليدٍ أمينة ،
لتفارق الروح الجسد لقد أستطاع أن يؤسس الوطن المستحيل والأسرة التي دمرها الطلاق لمرتين بشعره وبه وحده عالج أزمات القلب والحب والوطن.
توفي على سرير الغريبة عاريا في الغربة غطاه الشعر ليؤكد انه لم يذهب إلى هناك وحيدا.
تسلق سلالم الإبداع وكل غياب يولد عنده الجديد من بداية الالتزام الثوري بالقضية إلى الوصول حد اللاوعي الحر,ليستخرج بطاقة هوية.
ابلغ من اثر الفراشة في العالم العربي والصحافة كتب اسمه،حتى وهو في حضرة الغياب,,,ليضيع
منه المطر الناعم في خريف بعيد.
شاعر الثورة الذي كان يشعل قنديل القضية التي أطفأتها رياح الخلاف الداخلي وتكتب يوميات
الجرح الفلسطيني في ذمة الرحمن.
تكونين حريتي بعد موت جديد
أحبّ
أجدّد موتي
أودّع هذا الزمان و أصعد
و الآن أشهد أن حضورك موت
و أن غيابك موتان
و الآن أمشي على خنجر و أغني
فقد عرف الموت أني
أحبك، أني
أجدد يوما مضى
لأحبك يوما
و أمضي..
....
كنت القتيل الذي لا يعود
نسيت الجنازة خلف حدود يديك
سمعت دمي فاستمعت إليك ..
إلى أين أذهب ؟