فجرُ الشهداء

هادي الربيعي

[email protected]

الشهداءُ

استيقظوا في الليل

نهضوا من مقابِرِهم

ليوم ِ الحياة ِ السنوي

اليوم ِ الوحيد ِ الذي جاءَهم

تكريماً لدمائهم

حيث ُ يعودونَ

الى الحياةِ الاولى

ولكن

دونَ أن يراهم أحد

نهضوا مبكّرينَ

يرتدونَ ملابسهَم البيضَ

وحينَ أتموا كــلَّ شيء

كانَ الفجرُ ما يزالُ بعيداً

فظلّوا جالسينَ على أبنية ِ

مقابِرهم المهدّمــة

المقابر ِ

التي نسيها الجميعُ

في فوضى اليومياتِ الأرضيةِ

قالَ أحدُهُم

هل نتحدث ؟

قالَ آخرُ

نخشى أن يسرقنا الفجرُ

إنّــهُ يــومٌ واحد

العيونُ تتجــهُ الى أعالي الجبل

حيثُ يولدُ من هناك

الخيطُ الأبيضُ

الآخرون َ حملّوهم الوصايا

وجلسوا ينتظرونَ

لحظةَ التوديع

وهم يؤكدونَ

على وصاياهم

 

الوصايا التي

لن تصلَ أبداً

ومعَ ذلكَ

يواصلونَ طقوسَها

كلَّ عام

نهضَ الجميعُ

وهم يرونَ خيطَ الضوء ِ

يتسللُ فوقَ قمّة ِ الجبل

وبدأوا كالعادة ِ

يقفونَ في طابورِهم

الطويل

الطابور ِ الذي يبدأ

من بابِ المقبرةِ

الى بابِ المدينة

توهّجت قمّةُ الجبل ِ

فبدأوا المسيرَ

الآخرونَ بدأوا

يلّوحونَ بأيديهم

ويؤكدونَ على

وصاياهم

الوصايا التي

لن تصلَ أبداً

كتبَ أولُ الواصلينَ

على باب ِ المدينة ِ

السلام ُ عليك ِ

يا أرضَ الخسائر ِ

المتلاحقة

ومعَ أوّل ِ خطوة ٍ

للشمس

غابّ الطابورُ

الطويلُ

عن النظر