نعم يا صغيري
بسمة عبد القادر النجار
دراسات إسلامية
أين ذهبت رأسك يا صغيري..؟
هل داستها حوافر النسل المغولي..؟
هل كنت تحمل لهم حجرا بكفك البريء؟!
هل أنت تحمل قلبا مرعبا للوغد اليهودي؟!
هل أفزعتهم صرخاتك على الأب الفقيدي؟!
هل أرعبتهم كونك مجاهدا صغيري؟
أم هل أجزعهم كونك من نسل النبي الأمين؟
لا...........
أعرف أن ذلك الكف الصغير كان يمسك بتلابيب أمه خائفا مذعورا..
لكنهم فجروها... فجروا تلك الرأس الجميلة التي كانت تحمل شعرا أسود ناعم يشتاق لأن تطيره نسمة عليله.
وعينان عسليتان بأهداب ترنو إلى السماء مبتهلة بحمد رب العالمين...
وأذنان صغيرتان بدلا من أن تسمعا أغنية النوم سمعتا دوى قصف مروع يشيب منه الولدان.
وشفتان سكتتا عن الابتسام لمداعبات الأم الحزينة.
لماذا؟! ولكنى أعرف لماذا.. فليس أعلم بذلك الجنس الجبان من عربي عانى من غدرهم وهجمتهم الملعونه.
لقد فجروها خوفا من فكر يمحوهم.. خوفا من عقل يقدح زناد فكره لتخطيط يبيدهم..
ولكنهم لا يعلمون أنها ستنبت بدل الرأس ألف رأس مليئة بالفكر السليم
فكما كانت نهاية فرعون على يد طفل عاش في قصره فهم يعلمون أن نهايتهم ستأتي على يد أطفال يلعبون فوق أرض ميعادهم فرحين بمعنى الشهادة منذ أن كانوا صغار في أحضان أمهات ثكلت الأب والزوج والابن الكبير
فالكهانة القديمة ما تزال قائمة في داخلهم لا يستطيعون العيش دونها قدر أنملة بسيطة..
نعم يا صغيري ذهبت رأسك ولكن ما زال جسدك باق يصرخ فينا مستحثا كل طفل ينعم في أرضه الكريمة أن أغيثونا من جبان نسى المعاني وتكالب بالرصاص على الجسد الضعيف
يصرخ في كل إنسان تربى على معنى الرجولة القويمة أن اثأروا لأطفال الأرض المقدسة واستنقذوا المسجد الأقصى الحزين.