غرور
رولا سرحان
غروري يستفزّه
يُصيبه بالتوعك اللحظي المضطرب
وأنا
كلّما مررت بالقرب منه
أزداد غروراً
فالأرض التي أمشي عليها
تهتز من تحتي فرحاً
ترقص على وقع أقدامي طرباً
رائحة عطري
تذكره بأنه ليس لي ندّا
فهو يتهاوى مستسلماً
كلما هبت
مع نسمات الريح نفحة مني
يشعر بأني أصل الأنثى
ويدرك أني أرى فيه نسخة
مشوهة عن هيئة رجل
قامتي الممشوقة
تثير غرائزه الشيطانية
وعندما أنحني لألتقط مفتاحي
يختلس من الزمن لحظات للنظرات
يسارع ليلتقط المفتاح
فأسبقه إليه
رشاقتي في التحوّل الوضعي
تُـذهب لُبّه
كذا هي ملامستي لأطراف أصابعه
تهزه
في استنفار غير ذي نشوة
نظراتي لا تراه
كذا هي أذناي لا تسمعان
هذيان كلماته
ضحكاتي العابثة
في مقام حزنه
تثير حفيظته
كما سحر الأصالة
في عيني
يطفئ بريق
عينيه الوقحتين
انسجامي مع كل ما حولي
يلفظه خارجه
لأنه
دونه
كذا هي وريقات الشجيرات
التي تسقط على كتفي تُغطّيني
بينما تعرّيه
عشرتي معه طويلة
كدت أتعوّد عليه
لكثرة ما أراه في مشهد حياتي
ذات مرة قال لي:
فلنقرع الكأس على نخب
حبٍ ضائع بيننا
سكبت ما في الكأس ومضيت
فالحب ما جمع يوماً شملنا
ولا كان وثاقاً
أو عناقاً لنا
لا تستهن بامرأة
حاورها الزمان
فأنشبت مخالبها
كالقط في وجهك
أنا لا أرضى
أن أقف على هامش
المكان
بل أغرز وجودي فيه
على عكسك
لا تسل كيف خطت لنا
الأقدار درباً فيه جمعتنا
فرُبّ صدفة
غيرت الأقدار
وغيرتنا
لا تلم غروري
فهو سلاحي
في مقام ضعفك
فالجبناء لا نُقابلهم
إلا بالترفع
والكبرياء
واللصوص
لا نداويهم
إلاّ بجزّ اليدين
وبغضب من السماء
فكف يدك عن يدي
ولتفسح الطريق
أمامي
ولتخرج من قوقعتك الخضراء
وارحل
فالسجان لا يُعامل إلا بكل غرورٍ
إلاّ بكل ازدراء