من مذكرات بندورة مع وردة

منى كوسا

[email protected]

قضيت مع وردة أمسيات

أمسياتي

ليست كتلك الأمسيات

هي من العمر التي تعدل

آلاف الليالي

في شرفة الدار

و تحت ضوء القمر

كانت تسيل أشعة

تلمع في بريق أخاذ

لتزيد لقاءنا سحراً

كنت أراها طوال أيامي

ألتهمها بنظراتي

و ألبس ثوبي الأحمر

لأواجه بصمت أحلامي

المرشوشة هنا وهناك

تدخل في موكبي

فيحترفني الفرح

جسدي كقطعة جمر

ترى من يطفئه

سوى أريجها الفواح

و لا بد من مغيث لي

ترى ماذا أفعل ؟

و هل في مقدور قلب صغير

أن يتحمل عبء كبير ؟

شاردة الفكر

لا أعرف بماذا أجيب

لم يتبق لي لساناًينطق

و لا حركة أعّبر بها

و ما يسعفني

أن صورتها في قلبي

أغلق عليها

حتى لا يمتد إليها

إلا يد الله

سأكون لها

عند حسن الظن بي

إلى حد أن أجود

بدمي

و نفسي

 

ولكن كيف لي

أن أذكر اسمها

دون أن يحترق لساني

شوقاً إليها

فذاكرتي مشتركة

أتقاسمها معها

نحملها فبل أن نلتقي

دائماّ أخاطبها

وردتي

لا تطرقي أبواب بغداد

الواحد بعد الآخر ...

أنا لا أسكن هذه المدينة

هي التي تسكنني الآن

لا تبحثي عني

فقد باتت بها أرضي مريضة

سرقوا كل شيء

خربوا ممراتها ..جدرانها

عبثوا بها

ولكن ليعلموا

أن النصر

يولد في حقول الألغام

و كلانا من

لون الدم والذاكرة

نطارد من سرقنا

ونعمر الأوطان

 

فيا وردة الحب

التي نبتت على ضفافي

سلام

 

سلام ....سلام عليك كلما

طل القمر

و لاح نور الشمس

وكلما ذرفت بغداد

دموعها كحبات المطر

 

أما الآن

قد سجى الليل

و تحرك شوق النسيم

كان علي

أن أحفظ تلك الذكريات

بقلب نابض

أحمر

نسغ شرايينه

لغة النصر و الجمال