ساعة الحرب
عبد الرزاق اسطيطو
سليل زهير والمتنبي وجرير هو شعري
ولم أعرف لي أبا غير حب الشعر والكتب
ولم ترضعني أمي حليب السلب والنهب
بل أرضعتني عشق النظم وأصول الحرب
ولم تكن أمي غير الخنساء أعشقها
وهي تقول في صخر أبهى ماقيل في الأدب
ولاتهاب في رثائها لوم الشويعرات
القاعدات عند طلل بدمع ساعة الحرب
ولا تتوسل حبا من حبيب بعد الهجر
ولا تمد يدها للسلام بود إلى مغتصب
ولم تنحل شعر الفرسان فجرا بالغدر
ولم تسرق درر الشعر والشعراء بالغصب
أعرفها شامخةلا تبقي على كبد عند الفتح
زيد أنا فارسها شاعر مقدام كالشهب
أصول بفرس جامح لايعرف غير الكر
وبسيف صقيل لا يجيد غير الضرب
وإن مت مت عزيز أمي أبي النفس
ترثيني بشعر متين رقيق حلو كالعنب
القدس بها باب المغاربة أعتز بها
وأحميها برمح سريع كالريح والشهب
ولا أجنح للسلم وأرض فلسطين تغتصب
ولا أبقي مع المحتل على عهد أو حب
ولاأقف على طلل أبكيه حزنا ودما
وأهلي يسرجون الخيل ويعدون للحرب
وساعة الحرب تشهد الفرس والقادسية
بأني فارس بسيف تهاب السيوف ضرب
وعند ضرب الأعناق تفر الشويعرات
فرار الأرانب من سعير النار واللهب
وإن عدت من الوغى عدت منتصرا
حاملا لرؤوس الأعداء ولرايات الحرب
والعاشق لا يفر من معشوقته بلا سبب
إذا لم تكن المعشوقة شويعرة بلا نسب
ذميمة الشعر والوجه والخلق والأدب