فوضوية أنا

إيناس الطويل-كاتبة فلسطينية

[email protected]

فوضويةٌ أنا حالمة

أسكنُ غيمة وأفترشُ سطحَ القمر!

يوما أتقمصُ دَورَ كاتبةٍ ..

و ليلة تسكُنُني روحُ شاعرةٍ ..

وسويعاتٍ تتلبَسُني فكرةُ فيلسوفةٍ ..

من أيِّ عُمْرٍ جئنا وإلى أينَ سيكونُ المرتحل؟

****

ساخطةٌ أنا غاضبة..

على من منعوا يوما قصيدةً نزارية..

 حملت بمرارةٍ ونزيفِ ألمٍ همَّ القضية..

وبالمقابلِ.. شرَّعوا المواثيقَ لمُجونِ المُهَرولين والمُطَبِّعين إلى أن أوقعونا في مزيد من الحفر!

****

فغدت اللغةُ ترثي أبياتَها

والقصيدةُ تبكي حروفَها

والحروفُ تلعنُ مُسْتغِليها

في توقيعِ معاهدةٍ أوإعلانِ رغبةِ تنازلٍ عن هُويةٍ أو جوازِ سفر!

****

متقلبةُ الأحوالِ أنا ممعنةٌ في المزاجية..

فساعةً أكونُ كنَسمةِ ربيعٍ رقيقةٍ شاعرية..

تقطنُ بين ثنايا روايةٍ رومانسية..

وساعةً تفيضُ دموعي أنهارا على نيلِ عشقِنا..

 يغتصبونَه من مصرَ عروبتِنا على مرآنا ومسامِعِنا..

وساعةً أتحولُ تنيناً ينفُثُ ناراً

 لهيبُها يملأُ الأجواءْ ليُذيبَ صمتَ التخاذلِ فيُحيي كلَّ إباءْ

****

أنهضٌ من نومي صباحاً متأففة ً

فالنهارُ.. يصادقُ كائناً عملياً نظامياً

 يرتبطُ بموعدٍ يأبى السهر..

ويطربُ بِبَدء يومِه بسماعِ نشرةِ أخبارٍ جافةً باردةً حدَّ الضجر..

أما نفسٌ تطيرُ بين ثنايا قصيدةٍ نِزارية

وتسكنُ قصرَ أغنيةٍ كُلثوميةٍ حَليمية

فتحتمي فجراً بتغريدٍ كناري سيمفونيةٍ فيروزية

تهدئُ روعةَ استقبالِ النهارِ المبرقِ رعداً بزعيقِ البشر!

****

بشرٌ يلقلقون بتفاهاتٍ ويبعبعون بفذلكاتْ

يُبدعون في تراشقِ التهمِ عنوةً

بل ويبرَعُون في زرعِ الأحقادِ والشَّرَرْ

فيحصُدون ناراً في الهشيمِ تحرِقُ ألوانَ قوسِ قُزَحْ

وتمسحُ عقولا صمّاءَ بكماءَ تدبٌّ على الأرضِ مدمرةً كلَّ حجر..

 فلا يطفئها صدى صوتِ فارسٍ مكبرٍ مرَّ من هنا

ولا يُخرِسُها صُمودُ أسيرةٍ تحفرُ صورةَ ابنِها من قلبِ ذاكرتِها على جدرانِ عزلِها

ولا يُعَقِلُها زئيرُ قائدٍ متمرسٍ بعرينِ عزلِهِ فيحيكُ بصمودِهِ سعاداتٍ في قلوبٍ محترقةٍ على أرضِها ..

قلوبٌ محرومةٌ حتى من طقوسِ زيارةِ أحبائِها الذين دُفِنوا في طهارة تُربتِها من قَبْلِ سنين نكبتِها ونكستِها..

****

فتغدو نفسي الحالمة .. تائهةً في دوائرَ مغلقة

تفتش عن شطآنِ وطنٍ نُحِتَ في سطر..

وتحلمُ أن تهربَ لتسكنَ القطبَ الشماليَّ

 لتنعمَ بهديةٍ ربانية بستِ شهور برتقالية

 بريقُها ليلٌ وعنوانُها سفر..

وتشطحُ في أحلامِها

 فتشعرُ دوماً أنَّ ليس ذا هو الزمانُ ولا المكان

 لأميرةٍ هاربةٍ من أسطورةِ عشقٍ حروفُها معبقةً ريحانا وزهر.