انفجارات .. وطفولة .. وسنابل
انفجارات .. وطفولة .. وسنابل
يحيى السَّماوي
إنفجَرَتْ حَبة ُ قمح ٍ .. فأعْشبَتْ سُنبلة ..
إنفجَرَت السنبلة .. فأنجَبَتْ بيدَرا ً ..
لكنَّ قنبلة ً انفجرتْ في باب مدرسَة ٍ..
فأغلقتْ ستة َ صفوف
وذبحَتْ سربَ عصافير
واغتالتْ مئذنة ً كانت ترشُّ فضاءَ المدينة ِ
ببخور ِ الصلوات ..
مخلفة ً وراءها نهودا ً على الرصيف
ودماءً على الجدران ..
لا تقنطي يا حبيبتي
سَنبني صفوفا ً جديدة ً
وسنكشط من حقولنا السَبَخ
حينذاك:
ستجتمع الأزهار في روضة ٍ واحدة
تمتدُّ من مقلتيْ البصرة
حتى قَدَمَيْ أربيل ..
الأشجارُ ستتدلى من أغصانها
عناقيد السياب وعبد الله كوران ..
تضيئها طاقية الجواهري
وعمامة مولوي ..
لكن ْ:
يتوجَّب علينا أولا
نَتف رؤوس الظلاميين
لا لحاهم المُحَناة بالديناميت ..
وتنظيف الشوارع من " الهَمَرات"
كي يخرجَ الأطفال للنزهة
على أحصنتهم الخشبية ..
دون الخشية ِ من إصبع ٍ على زناد
وصفارة إنذار ..
ووجه ٍ يخفي جُذامه
خلف لثام ..

