يا ابن الشام
نازك أبو رحمة
بين ثغرات التراب المحتلة ..
ووسط ضياء الليل وخسوف
عباءته ..
نبض قلب وسط أمواج النزق..
وآخر تحت سواد القرص المطوي
بين أشعة تلهث بحرقته ..
بلاد تفصلهم ..
وعيون تجمعهم ..
ومحتل يفرقهم ..
شوك يترنح بين دهاليز الورق
وجذور الأوجاع ..
أمنيه تسقط من شهاب يخترق السماء..
تنشق المفردات ..
وتبكم القطرات عن البوح المباح ..
فؤاد يهمس في الخفاء ..
إياك يا شامي والفراق ..
فالأرض تهواك وتنتظر اللقاء ..
فالخير نصنعه لا نجنيه من أمطار السماء ..
والحب ينبض وان عاد للأجساد ..
فالقول خروج من قطعة اللسان ..
والفعل عمل الأرواح ..
على مرفأ أطرافي أنتظر اللقاء ..
فأعد عدتك واخترق السلاح ..
وانزع عندك المعجون بجنون
العقلاء..
يا شامي ..
دون تذكرة سفر هاجرت أرضي
بدموع الوداع ..
ونسيت أن الأرواح موطن واحد ..
ولا تهوى الانتقال ..
فالفرح معلقا بين الأطر المفرغة
بالأنفاس ..
فاذهب وتزود بالعتاد ..
وعد محررا فالله حافظك لا محال ..
وقلبك محفوظا بماء الورد وخزف
الصباح ..
فتحريرك لي قادم وان طالت الأيام..
وان فرط عقد الانتظار فلؤلؤتك مازلت
تلمع في الأركان ..
حامية لعروس الشام من أحداق
تخدش ضفائر النقاء ..