قصة ساهر في الليل
سعيدة الحكيمي / المغرب
أراقبك أيها الساهر
أما مللت من السهر
وفكري مشغول بك حتى الضجر
بالله عليك خبرني
قولي .......
اشرح لي .......
كيف للمحب أن يظل
لساعات تحت الشجر
ليكتب لك بأوراقها
معلقة الحب
ويتكئ على غصنها
حتى يهطل المطر
سافرت من أجلك
من أقصى افريقيا الى قطر
قرأت علوما لم تشبه علومك
فلسفة لم تشبه فلسفتك
فمن ياترى درسك ؟
وكبرك؟وعلمك؟
إن كنت حديدا فلهيب النار
يطفئك
أوكنت جليدا فحرارة الشمس
تذيبك
أم تراك الصخر
فالتقلبات الجيولوجيا تفتتك
لكن من أنت ؟ ماهي قناعاتك ؟
وفي أي حزب انت ؟
وماهو خطك التحريري ؟
وفي أي جريدة تكتب ؟
إن كنت المساء
فقرائها كثر
وشهرتها فاقة الملايين
لكنك لست منهم
أراقبك أيها الساهر
ألم تغمض بعد جفنك
أخاف عليك من السهر
أخاف عليك من العمى
وأن يصبح ليلك نهار
ونهارك ليل
ونجومك نقط سوداء
ظلت طريق العودة
وقمرك هلال حزين
نصفه ابتسامة
والنصف الأخر حزين
إني مللت السهر
وأحسست الضجر
وإني اخاف قلة النوم
ان تمرضني
وانا في منتصف العمر
لكن صدق من قال
ما اطال النوم عمرا
ولا قصر في الأعمار
طول السهر
لكنني سأنام
والنوم العميق يداعب
ذاكرتي نحو الحلم
سأراك في الحلم
لنكمل قصتنا
ايها الساهر في الليل
فوداعا حتى نلتقي داخل الحلم
لاتنسى الموعد
ولا تهرب
لأني احبك اكثر
وسأظل بالقرب منك
حتى تكبر
وتشيب ذاكرتك
أيها السهر في الليل