يا أمة الحق هل في صدرك النفس
يا أمة الحق هل في صدرك النفس
إيمان سلاوي
باحثة في القضايا النسائية
لعلكم تحلمون مثلي بصباح جديد
تفتحون فيه التلفاز فتجدون نفسا ...لحنا فيه إقبال على الحياة ...كلمة تهز المشاعر ...حوار مع شخص يقبل على الناس بتجربته ، يعلم الصغار والشباب والناشئة كيف نحب الحياة ، يحكي قصته مع الحياة فيبكيك ، ويرتعش قلبك وهو يتحدث عن الأمل رغم الألم ...
لعلكم تحلمون مثلي ...
بصباح جميل ...تسمع فيه وقع خطى العائدين من صلاة الفجر ، يرافقها صوت طفل صغير يشاركهم العبادة بطريقته، فيسمع همس أمه وهي تهدهده مرددة أذكار الصباح...
لعلكم تحلمون مثلي ...
أن ترافق رائحة قهوة الصباح ، همة الأم الواعية ، وهي توقظ صغارها مرددة أناشيد الفلاح والنصر والظفر ، تحكي لكهم عن كفاح الأب والزوج والأخ والجار وتستعد بوجه صبوح لتكون أول العابدين
لعلكم تحلمون مثلي
أن ترافقكم إلى أعمالكم ومدارسكم خطى المقبلين عليها بصدق المخلصين ،فبين من يراجع الدرس وبين من يناقش برنامجا مفيدا ،وبين من يذكر خالقه مستعينا به على واجبات اليوم
لعلكم تحلمون مثلي (خاصة إن كنتم من أهل التدريس)
بمدرس يتقد غيرة وحماسا ويذكرك لقاؤه بخطورة هذه المهنة ، يحمل هم هذه الناشئة في البيت والقسم والشارع ، لايتوانى عن حضور الأنشطة الموجهة للتلميذ ، ولا يسأم من المحاولة
ولا أنسى أن أحلم بتلميذ يحضر الحصص الدراسية حقا ، يحمل معه عقلا شغوفا بالمعرفة ، ونفسا تواقة للاطلاع ، وفي أوراق تحضيره تجد ذاته هذه حاضرة ، تبحث لنفسها عن موقع محترم في عين المدرس أولا وفي الوجود كله تبعا لذلك...
أحلامي كثيرة ، وشوقي إلى ما ذكرت وغيره كبير ، اشتقت إلى روح تسري في هذه الأمة وتعيد المعنى للحياة ، اشتقت أن أقرأ كتابا فيه حياة ، وأشاهد فيلما أو مسلسلا من إنتاج عربي فيه حياة ، وألمس الحياة في حفلاتنا ولقاءاتنا وتجمعاتنا الأسرية والعائلية ، اشتقت أن أرى الناس يبثون الحياة في الصغار ، والشيوخ يبعثون على الأمل ، والباحث يرفع همتك للبحث ، والمنضوين في الجمعيات يجعلونك تتمنى أن تكون واحدا منهم ، والسياسيين يجعلونك تحترم السياسة وأهلها ، اشتقت إلى صحافة نزيهة ، تعيش هم الناس بلغة جميلة وتتبع مبهر، فتهون عليهم ، وتعبر عنهم ....
إنها أزمة الأمة ، وسبب غياب الهمة ، وكما قال الشاعر محمد إقبال :
في غابة الشرق ناي يبتغي نفسا يا شاعر الشرق هل في صدرك النفس
إن الإحباط في أمتنا أصبح دينا ، وأصبح مانعا من كل محاولة لنفض الغبار عن النفوس السئمة ، ويوم يعود رب البيت لافتتاح صباحه بغدوة إلى المسجد لصلاة الفجر ، سيحمل معه لأسرته نسيم اليقظة ، فتستيقظ الأم الواعية ، ويستفيق معها جيل جديد يعيد للأمة الروح والنفس