من رحلات منير مزيد

من رحلات منير مزيد

منير مزيد

[email protected]

تبعاً لمشيئة القدر

أتيت

بزغت من الفيضان

روحاً حيية...

ذاكرتي مزقها الليل

الملفع بالظلمة

وأنا أجوب هذا العالم

وحيداً ...

أبحث عن معنى

كنت أريد أن أشرب نخب السعادة

فهل من أحياء...؟

ها أنذا اتجرع نخب الموت

أنادي

ليس سوى الريح

تداعب أعشاب قبور صامتة

ريح الصيف اللاهبة

والعالم يغرق في الوهم...

 

هل تذكر...

هل تذكر ذاك المطر المجنون

وأخشاب المركب عالقة في القمة ...

رفقاً

رفقاً بروحي

أيتها الأجنحة الهائمة

أيتها الأرض الثملة

المثقلة برغبات الأمس

فأنا لم أدخل أبداً

موضع الأسرار

لم أحمل ظلال الموتى

ولم أرفع الغطاء عن مدافن الأرض

 

جسدي طعم

صياد الزمن يطاردني

وشباك تنصب

أهرب

أهرب بالرعب والخوف

خطواتي عالقة

أنهكها الجري

والقدر المتلثم

يحفر وجهي

بحد إسفين صدي...

 

أهيم وحيداً

في أرض الخلود

وعلى العجوز الشاب

أنادي

تنشق الأرض

تطل أفاعي القفر

تلتهم الغار

وأوراق الأطرب أمواج دخان

تتسلق جدران الصمت المجهول ...

 

ارقدي ...

ارقدي يافراشة الروح

واريحيني

لقد جف الرحيق من الورد

والموت يحدق بالفراشات

وزورق الشوق

يبحر على نار الرغبة

بلا كلل

لا ماء

لا شاطيء

ومخالب الشهوة

تنهش الروح

 

حياتي ....

حياتي مخاض جبل

من رحم عذراء

هكذا أنت دوماً

قاسية

مؤلمة

أتقبلك لآلامي

لهلاكي

حاقداً

لاعناً

محباً ....

 

أتجرع من ثديك المر

أحزاني

تنبت غابة شوك في فمي

أسير على درب ألم

أطارد حلماً

خيوط غد من دخان

أكبر ...

وتكبر الأحزان

ويشيخ الحلم

وفي آخر الدرب

أستسلم لك وأنام!....