وجه لي

وجه لي

رياض الشرايطي - تونس

[email protected]

لا رمل يصعد أوردة الماء ،

فتزهر قامة الشّفق ،

و تمضي في فناء سواد الغناء ،

محمّلة بقيض ثغر كسوته رفات المساء ،،،

أنا السّاعة بلا حزن ،

تورق على كفّي صواري الرّيح ،

و انتظر اشلائي تجىء من دروب الهباء ،

تجرّ انكسار زوابع وجه منام عنيد ،

شارد في الخلاء ،،

و تزرع اهداب محّار القمر ،

في اختفاء ذاكرة النّار ،،

أنا السّاعة مدكوك تحت سنابك حمّى القلق ،،

أفاتح أسئلتي بسرّ الأفق

إذ لا شيء ينمو على جدرانه

الموشّحة ببوح صوت الرّماد ،،،، سوايْ ،،،

****

ما أضيق الورقْ ،،،

****

توغل حرائق الرّؤى ،،

في مسالك السّراب ،،

و أعترف للأشرعة المتلبّسة بانخطاف البروق ،

أني أحبّك ،،

و اعطي ثوب حقيقة كاسي ،

لفيض ماء التّيه ،،

و أعترف أني أحبّك

كقتيل يحفر اصقاع غيمة هاربة

من نخاع شموس الوله في جليد الكلام ،،،،

****

ما أضيق الورقْ ،،،

****

حبري في المتاه ،

تتحطّم على شرفته عذارى الدّقائق ،،

فتنهمر من رذاذ الزّمان ،

ذئاب ليل ،

تطحن شوك الطّريق اليك ،،

أنا دون انفلاتك ، لاشيء ،،

أنا السّاعة هابط من خيال العتمة ،

أشاطح صدى حكايا خراب اللّظى ،

و على راحتيّ أقترف جلد النّوى ،

كي أمدّ مدى اصابعي ،

و اطارد صخر طيوف النّدى ،

و أعترف للقطا المتوسّد جير القلب ،

أني أحبّك ،،

و اشدّ بعشق حضورك في دمي ،

أوتاد أوطان قددتها من لحمي ،،

و أنا المملوء بمرّ الثّنايا،

و جمهرة الشّهوات تهجرني ،

مشروخة ببَرَد إئتلاق حلمي ،،،

أنا السّاعة أهيّء أردية لهب خمر الخرافة ،

و أترك وهم نسمات آخر اللّيل

معلّقة على رتاج الفؤاد ،،،

أنا السّاعة أنتشر على برّ مسقوف بندفات انقلاب فجر الغيوم ،

أكسّر على عتية النّوء أناشيد الظّلمات ،

للتوقيع على شؤون الورد ياسم بلادي ،،،،،

****

ما أضيق الورقْ ،،،

****

زهر اللّوز يغسل مخبوء الرّوح ،،

فيفاجؤني ضوء بريّ يرحل في تراتيل الغرية ،

يناديني :

حاصرْ شتاءك ، و اطرق جدران الرّيح ،،

كي يفتح لك السرْو مقافل غابة الثلج ،

للرسم على خدّه ،

تضاريس الغياب ،

وحل المجهول ،

أعشاش النّواح ،

غبار العزلة ،

ورق السّفرْ...

منفردا في سفينة الضّباب ،

يأسرني المكان ، ،

فألقي حذو ضلّك بقيّة سلاسلي ،

و أمرّ إلى جهة صباحات خلوتي الممزّقة ،

أرتّق حيطان قدحي الأخير ،

و أنهض من شقوق صديد الإنتظار ،

أحيك من ضلوعي ضلالا لحضورك ،،

و اعترف لمواطىء الفجيعة أنّي أحبّك ،،

و قدّامك أمرّر كفّي على هامة الوقت الملتهبة ،،

كي أزرع طوفان الأيّام حبقا ،

و وجها يرسل تفاصيل الحياة ،،،

****

الورق أَضيق من جطام مجامر كون ،

حلّ ضفائره لهجير المسافة ،

كي يستريح على ناصية مدن غارقة

في حريق صباح يرقد في قطن الضّوء ،،

يوطّن في عيون العشّاق ،

إشراقة موج الفرح ،،

و أصرخ ، أحبك ،،

فانتبهي قليلا لتعب الكلمات .....