لم تعد تُشدُ الرحال إلا لمسجدين

سمير جميل عبيد /عمان الأردن

[email protected]

لم تعد تُشدُ الرحال إلا لمسجدين

عُذراً سيدي أبا الزهراءِ

فما عادت تُشدُ الرحالُ بزماننا

إلا لمسجدين

طوى مسراكَ الخذلانُ

فيا رسولَ اللهِ أغثنا

فرهينٌ يقبعُ الأقصى

بظلامِ الليلِ للعتمتينْ

إنه واحسرتاهُ زمانُ الردةِ

فللهِ دركَ أيها الصديقُ

قاتلتُ بعقالِ بعيرٍ منعوك

وسُلبنا العقالَ والبعيرَ وما حملَ

ولا سؤالَ يُسألُ إلى أين

نتضائلُ أمامك أبا حفصٍ

ويسقطُ لحمُ الجبين خجلاً منك والخدينْ

قطعتَ الفيافي والقفارَ

راجلاً وراكباً

ولم نحفظْ ما أعدتَ لنا كما الرجال

والعهدةُ برقابنا ليومِ الدينِ

وِزرٌ ودينْ

على المسرى تجرأ المغضوبُ عليهم

فما ردهم سوى فتيةٌ

سُمْر الجباهِ عُراةُ الصدورِ بيضُ اليدينْ

فإما حجرٌ يسيلُ الدماءَ

أو يمضوا برصاصةٍ شهداء

والمنتصرونَ هم ولا جدالَ في الحالتين

سلبَ لصوصُ التاريخِ

حرمَ أبا الأنبياءِ

وأخوةُ الدمِ والدينِ نيامٌ

فلا عجب فما هزهم

جوْرٌ طوى قبله ثالثُ الحرمينْ

ماذا ننتظرُ أكثرَ ليوقظنا

أن يفوت الأوانُ

والأقصى أثراً نراهُ بعد عينْ

وكما النساء نجودُ إذا هوى بدمعتينْ

متى سندركُ أنهم ما التفتوا إلينا

إلا الجوابَ منا لكلِ رصاصةٍ منهم رصاصتينْ

نكْثُ العهودِ سمتُ يهود وديدنهم

وخداعهم يحدّق بنا في العينينْ

فهاهم الأحفادُ يكملون دربَ الأجدادِ

من ألفِ عامٍ في القريتينْ

فسبحانك ربِ قائلها

فكأنما الاّياتُ علينا تنزلت

تصفُ غدرهم قبل يومين

لُدغنا من عينِ الجحرِ

خلفَ سرابِ الوهمِ ألفاً

ولا يُلدغُ المؤمنُ من جحرٍ مرتين