كل ما تبقى
انتصار عباس
وجهي وجع المدن
وغبار الريح
وعيناي مطر الشوارع
طوابع البريد
وشلال دم في مذابح القديسين
دمي عسل الخوابي
وماء السبيل
وذاك اللعين جسدي
يراقص جثة في جنان
حسي
منْ أقرأه دمي
منْ علمه رقص المرايا
وألبسه حديقتي ؟ !
منْ قلده عقيق بسمتي
منْ ؟! منْ ؟! منْ ؟!
منْ يزرعه
وطنا
قمراً
غسقا
في نبض الأيام
ويمضي ....
منْ .. منْ .. منْ ؟ !
* * *
غشي نورها نور عينيه ..أغمض .... بأصابعه يحتسي قهوة عينيها ..
رحلت دون أن يدري..
* * *
صلبته على جدار الانتظار .. هدرت سيول الشوق في دمه، فأصبح ضريحا، مزارا، لعاشق متلهف وحبيب ينتظر..
****
بأطراف أصابعها علقت رسمه على الجدار .. وراحت تحطب أغصان الخاطب الجديد..
****
سؤاله جواب فما المبرر لكل تلك الأسئلة ؟
* * *
ولما أوردته ماء الروح .. ناح بعصاه بعيداً ... ينبش الطريق...
* * *
قطعت الحبل فيه .. فأصبح صدَيقا
* * *
في ذاك البيت المظلم .. كان ممدداً على الأرض.. ينظر للنافذة ، يستعطف النور ...
وفي البيت المجاور كانت تتراقص أضواء القناديل والشموع ، لتفرح بزفاف جديد ....
* * *
رحل كل شيء .. وجهه في المرايا .. يداه السليلتان نامتا في جسده.. غيم أصابعه ... كل ما تبقى .. غزالتان مدهامتان ، تهيمان في التلافيف ، مضَخمتان ، نباضتَان ، حسَان
وقلب سقسَاق، مطيب الأحداق ، فياض الأشواق ، عشَاق ، رهيف الومض، دقدَاق .. عذب اليراع ، غنَام ، تواق الوجد .. حرَاق .. حرَاق