همس كالصراخ

يحيى السَّماوي

[email protected]

عدتُ ولا ب " خفيْ حُنينْ "  ..

دخلته ُ وأنا تابوتٌ

وغادرته ُ وأنا مقبرة !

المعضلة ُ :

لا خيمة منفى تتسعُ له ..

ولا عرَبَة ٌ تقوى على نقله ..

وحتى لو تدبَّرْتُ له جوازَ سفر ٍ مزوَّر ٍ

فإنَّ علاماته ِ الفارقة َ

ستكشفُ عن هويَّتِه ِ

 في أوَّل ِ نقطة ِ تفتيش ..

لذا

تركتُ وطني وديعَة ً

عندَ السيد ِ الزمن !

**

لا يرى الجائعُ من الشجرة ِ غير َ الثمرة ..

تماما ً كالصيّاد ِ:

عيناه ُ محدقتان بالنهر ِ

لكنه

لا يرى غيرَ موضعِ الصنارة ِ ..

ولا من الفضاء غيرَ الحمامة ِ

ومن البريَّة ِ الشاسعة ِ

غيرَ الظبية ِ ..

أجزم ُ

انَّ المتضوِّرََ جوعا ً

لايحبُّ الطبخ َ على نار ٍ هادئة ..

**

إذا كان المتهمُ أخرسَ ..

والقاضي أصمَّ ..

والشاهدُ أعمى ..

فما الفائدة إذنْ

من فصاحة القانون ِ

وبلاغة ِ المعنى ؟