مفارخ السّؤال ... قصبة التّيه

مفارخ السّؤال ... قصبة التّيه

رياض الشرايطي - تونس

  هذا اللّيل النّادر في محطّات مساء الأقلام ،

  المقيّدة بسماء ماء مبثوث

بلون   النّخل اليتيم على آخر قطر حبر مظفور بأكوام ريش فقد طيره ،،،

 يضنيني ،،،

أجوب ورقي الممزّق بي ،،

 أورّق شمسا مرّت ذات صبج من هنا ،، على ظلّي

أمدّ كفّي ،، شيئا أبحر فيه ،،

 أشدّني لآهاتي المرفوسة تحت سنابك الحمام المهاجر ،

أتقلّب على أبعد مربّع فيها ،،

 موغل في حرير عربات عاشقيّ الفجر ،،

و التّراب العصيّ،،

أنفض عنّي سرّ السّتائر المنعوقة بشيح الوطن ،،

المشدودة ضفائره لمناديل جنون الدمّ المذبوح على عتبات الحلم الممنوع،،،،،

و أنساب في صنع ما خلي منه الفؤاد :

بحر يربّت النّورس على نتوءاته المعفّرة بالمراكب المهجورة ،،،،

وعبق اناث يمشطن بالأصداف

السّاكنة أخاديد العُرْي حرير الحلم ،

يحلمن بجياد تخرج من الأبيض المباح بالأعناق برق

و تفّاح ، نحو غبار المنافي ،،،

و صبايا ماء تنقش غررا على جباهها البازغة من رحيق  النّقاء،،،،

لا شدو يرجعني الآن من إيوان الصّمت،، و لا ضجيج المنايا

هي ،، سكون الحصى إذا غابت الأرض و المدى 

هي ،، ما تبقّى في الكأس من ثمالات عيون الأعناب النّابتة

في مسارب العشق ، و الحالمين ،،،

هي ،،، هذا اليمين المجوّف الطّافح على صفحة يساري

هي ،،، انشغال الأسود بي إذا هجر الأصحاب 

*******

يمام أرهقه الهديل ،، فانبرى يلاعب خطوط السّما 

، و يلهّي رفيف جوانحه بغير الهواء ،،،،

و بالصّدر غابة من مُمتنع الأماني ،، و صور انتابها الدّمع 

تطوف ،، تطوف ،،

و بالهُدْب حبل من بَرَد ترقص على طرفه حبّات ندى الفيافي

تهمس للقبّرات:

أن أعيدي الجنوب للجنوب ،،، الشّمال للشّمال ،،،

و زهو اعشيّات إلى دفاتر الشّعراء الملغومة بالأقمار الحبيسة و الأحزان

و سبايا الدّواة ،،،، و السؤال الملفوف بقطن العرق المراق ،،،،،

أن أعيدي للنّخلات بسوقها ،، للبيادر بذورها 

للسحب ماؤها ،، و للبحار لونها ،،،،،،

أن أعيدي للأسئلة جواباتها و لشقيقات شفتي طعم أقداحها ،،،

فالدّائرة نضبت ساحتها ،،

و النّهارات باتت تلهو بشذب الأفواه و المحابر و حوريات الوقت القلقة ،،،،،،

*********

سقط الخطّاف في بركة الجرح ،،

شقّ الصدر ،،

وسال في شهقة قاتلهْ