غدر الكلمات

عبد اللطيف النكاوي

عبد اللطيف النكاوي *

[email protected]

من الأحوال ما شلّ القول والفعل معاَ .

تخلد النفس إلى صمتها الأبدي ،

 تتسمّع نبضات وجود أفل ،

تسائل الناموس الرابض في الكيان ،

والمكان عن سرّ اضطراب البشر،

عن عجزها عن إيجاد خيط يربط الأشياء ،

يجمع نغمات الكون والحياة ،

في إكليل يشرّف تناقضات ما تبقّى من البشر ؟

ويقفيّ على أنقاض الصوت والصدى ؟

ويمسخ ادعاء القواميس حول عناوين المعاني ؟

لماذا تطلّق الكلمات روائحها ؟

لماذا تتنكّر اللغة لدلالاتها ؟

كلما امتدّت خلايا اللب والفؤاد للقبض بتلابيب اللحظة بقشورها .

 « « « « « « 

ألعطل في كيمياء الخلايا ؟

أم لكبر وتمنّع وبعض حياء ؟

 « « « « « « 

أعود أدراجي برفات معان وأكفان أشباح وإيحاءات ،

أرتع والقطيع في حقول أطلال وأشباه دلالات ،

وأقفّي على سراب الموت والأبد .

« « « « « « 

أعلم أنٌي ،

والشعراء قبلي ماتوا

على هذا اليقين ،

حتى وان تغنٌى الناس بأشباح

ولا زالوا ،

مهما أتيت من فن الغزل والمغازلة

سأموت على ظمأ المعنى ،

بين أنقاض من فتات

وتخيّلات هاربة ،

ودلالات متلبّسة.

ويبحر الوجود من بعدي ،

تماما كما كان من قبلي ،

يتبختر في أكفان معان وقبور دلالات .

              

* باحث من أصل مغربي يعيش ويدرّس في فرنسا.