أين كنتم

محمد الرمادي

فينا - النمسا

[email protected]

أين كنتم            حين هُدمَ بيتي

وأين كنتم           حين أتى زوجي بضرتي

وأين كنتم           حين لطم وجهي

وسبَّ أبي

وشتم أمي

ولعن الدين

وضرب الصغيرة وحرمها من اللعب

وحين ينتهي يطلب مضاجعتي

 .... ولحظتها يدعي محبتي

أين كنتم حين أغضبته

أو حين نبهته

فكان على يديه نهايتي

أين كنتم ...

أنتم لستم هنا                أنا كنت دائماً بمفردي

في وحشتي

في خيمتي

أبكي طويلاً أمام زهرات شبابي و ورود مستقبلي ... في وحدتي

يقرع طبول ذكوريته على رأسي

... ويغني أنتِ جميلتي

 .... أنتِ وحيدتي

ويُضيِّف من هم على شاكلته        .. يقولون سيحلون مشكلتي

ويتباهون بنشر غسيل الجيران              على مسامع الصغار

ويلملمون بقيته عن أسرتي

أنتم الآن حيرى             فلا تدرون ماذا ستفعلون بجثتي

أنظر عليكم من سماء الرحمن

وأبكي على حالكم وليس على حالتي

وتقترب مني أمي حواء لتذكرني بأمومتي

فأصرخ ياآلهي لما تركتني معه بمفردي ... أين طفلتي

 .. أين وحيدتي

فأبكي فأجد حنان آدم

وعطفه

وخوفه وجزعه على أمته وأمتي

تصافحني ملآئكة التسبيح

وتعانقني ملآئكة الرحمة

والملاك الساجد بجوار سجادتي

أما أنا فبدونكم انعم برفقة الخليل

ويسعني قلب عيسى وأمه

العذراء البتول تضمني إلى صدرها الحنون

تحت ظل شجرات الزيتون

على سفح الجليل

ويُغَسلني المعمدان في غلالة

لا يكشف ولا يفضح مثلكم أمام الآخرين سوءتي

ويضع موسى على عاتقي عصاه

وينقذني بمعجزة سحره لا بأفعال السحرة

ويقترب مني هارون ببخوره

وتلاميذه يكتبون آيات في كراستي

تصاحبني جبال النور من أرض المعراج

وتضاء شموع الأمل حول كعبتي

وتدق أجراس كنيسة القيامة لحظة صعودي

وينشد الشعب ترنيمتي

وأقف عند قدم الشفيع اسأله         أن يرحم قاتلي ليربي أبنتي

صوت السيدة هدى عبده النحال .... وأمثالها كثيرات .... وإن لم يُسمع