منذ صار يسمي غده

منذ صار يسمي غده

محمد رحو

[email protected]

إلى عبد الله كمون

 

منذ صار يسمي غده

منذ صار يرمي يده

في النار٠٠ 

ويبدع في العتمات المشاعلا

منذ فجر  (لا)

بين أحشاء (نعم)

منذ صار يطلقها

في الصقيع عارية

منذ صار يقرعها

بمسمع المهزلة المتمادية

في التعتيم على ذاكرة القيم !

منذ صار يرفعها

عاليا وعاليا وعاليا

ملء سعة السماء

منذ صار يسميها/

بأسمائها الأشياء :

اصطفته القائمة السوداء!

 

.  .  . وله أن يستعيد

قوس قزح البعيد

وله أن يستعيد

وطنه المقيم في غربته

حين يطل من شباك يقظته

عصفور الحلم الجميل

وله أن يستعيد

دفء النشيد/

بسمة الرفيق الشهيد/

دمعة طفلته اللؤلئية!

 

لم يعد بالوسع من سبيل

للتراجع عن الإبحار

ملء أسطورة الواقع سابحا

ومكافحا٠ ٠ موج ليله الضاري

مشرئبا لشط النهار

مما ألب عليه

كرابيج

وكوابيس

وأسلاك كهرباء!

كلها اجتمعت

في المكان البذيء

كلها اتحدت

على تكميم فمه الجريء

خشية ميلاد شمس قوية

تذيب حلكة القيود!

 

منذ اعتناقه القيم العذبة الشائكة

منذ انعتاقه من نير الأعراف

منذ اصطفى بوصلة الاختلاف

منذ انبجاس الحنين                                 

للحظة بهية

تختزل الزمن الشفاف

منذ وعيه الجنيني

أن يومية المكابدة الفاتكة

محض ضرائب غير معلنة

لاستشراء حكمة الصمت

واتساع مجالس الثرثرة!

فهل لنا أن نلوم انزياحه

عن طقوس يمتطيها السعار

يرتديها الغبار

كلما باح القنديل

بأشواق شعبه المستعرة

في ليل الطريق الطويل!

 

* ألقيت في الحفل التأبيني للفقيد المناضل عبدا لله كمون