صرخة عاشق

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

(1)

سألتني حبيبتي النائية ..

عن شوقي لها..

و ما خبأته ليَ ؟..

عن جرحي العميق

و مشاعري المتنامية..

عن آلامي.وآمالي السامية

ماذا وجدتُ في غربتي ؟..

من أخبار أوطانيَ..

(2)

فأجبتها نأيتُ عنك حبيبتي..

ربع قرنٍ واثنتين ثانية..

ترفقي بفؤاديه ؟..

رضعت منك لبان الأمومة

وكل الخصال السامية..

فرباك تردد شدوي

و ألحانية..

3)

لا تشردي لعلي أبثك أحلامي

وأشواقيَه..

لكم أرقت دمعي بغربتي

حتى تكونت أنهارا

جارية..

فقدت مهجة قلبي بعيدا

كان أملي ورمز

صفاتية..

واحرَّ قلبي.. خطفته

يد المنون..

اصطفاءً ليكون شهيد

الهجرتين ..

من سورية الحبيبة..

إلى أرض النبوة..

إلى بغداد

الدامية..

مضى ملبياً نداء ربه..

بنفس مطمئنة

راضية..

تاركاً أمه الثكلى وزوجه..

ودموعاً حرى

هامية ..

(4)

هناك. بعيداً سُويَّ رَمسه..

وهوى نجمه . وفاح عبيره..

مع الرياحُ

السافية..

( 5 )

كم من ماجد وراء القضبان

ينادي ؟

أين عمر الفاروق..

أين خالد والمثنى ؟..

أين صلاح الدين؟

أين داهية العرب

معاوية؟

ليروا كيف ضاعت قدسنا؟..

وبغداد الغالية..

لقد تجاوز الطغاة حدودهم

مع الكلاب

عاوية ...

(6)

أما ترون الجياع يطوون الليالي ..

والبطون خاوية؟

بلاد الرافدين , والأنهار الجارية

كانت تزهو مختالة بنخيلها.

تميس بأشجارها وغاباتها

وثمارها الدانية

فجاءت حضارة الغرب..

تدنس أرضنا

تهتك عرضنا

تنهب بترولنا

تنشر بيننا

الحقد

والبغضاء

و الكراهية..

(7)

يا من تتشدق بأبواق

الغزاة

من فرس وروم

مهلاً..

فأمك هاوية..

أضعت مجداً تليداً..

من أجل لذة

ودنيا فانية..

زرعت شوكاً.. تبَّتْ يداك

كم أدميت أقداماً

حافية..

ستلفظك الأرض والسماء

وتلقى في صقر

وما أدراك ماهية؟

هي نار حامية

حامية..

(8)

ماذا نقول لفلسطين وبغداد؟

للثكالى.. للحيارى..

للدماء الجارية..

حوارٌ منمقٌ كل يوم..

وأفكارنا..وصيحاتنا

لم تجد آذاناً

صاغية..

كامرأة مازالت تعيش

على أوهام قصة حب

ماضية..

(9)

مضى ستون عاماً ..

على قدسنا الأسير..

لم نر سوى تبرعات..

تجبى من هنا وهناك

لجيوب اللصوص

أصحاب الأرصدة

العالية..

(10)

لم نسمع غير شعارات ..

كأنها سراب في أرض خالية ..

وخطب منمقة..

لتخدير مرضى الشعوب

الساهين!.. الشاخصين!..

أمام تماثيل النساء

العارية..

وقدسنا وبعدادنا مازالت..

أسيرة عملاء

المافية..