القدس هنا في قلبي
فاطمة الزهراء الناصري
هفت نفسي إلى القدس،
وصار الدمع لا يرسو!
وعيناي جفاها النوم
وبالهم دوى رأسي!
وقلبي المكلوم ثار لهد الظلم والبؤس.
بنو الإسلام لا تنسو،
وذا التقتيل هل ينسي؛
بأن طهارة القدس
من الخنزير والرجس،
تنادي قلب أقوام
ترى الموت أخا أنس؟
وأن خديعة الإرهاب
كشف الذي تخفيه؟
وأن السلم لا يجدي
مع وغد بلا حس؟
يمزق قلبنا ألما
ويعبث هو في القدس،
ويرقص فوق أشلاء
يثبت فوقها كرسي،
ويصرخ كافحوا الإرهاب!!
إني أخاف على الكرسي!
فيا قومي كفى شعرا
وشدوا الرحل للقدس،
فإما فتحنا الموعود وإما موتة تحيي!
بأي حق تاريخي يطالب معدن النحس؟!
ألم يحكم سبعين وست،
وذي العرب على العكس؛
داموا سنين مؤلفة،
كذا التاريخ بلا لبس،
ونور الأنبياء يشع في الأرجاء بلا صبح،
كذا الصحب الكرام ألوف
تنعم في ثرى القدس!
فلا قمر يسليني عن ذاك الشوق
ولا الشمس،
فذا همي يؤرقني
وذا دمعي يحرقني،
وذي خيولهم تجري،
وتلك جموعهم تدوي،
وذي أمتي الخرساء
لا تقبل على أمر!!
تكسر سيفها كمدا،
وانتحر خيلها غضبا،
وصارت حالتها تزري!!
وذي أوهام تعذبني،
بأن رهامهم قد تاق
لفعلته بلا شك،
لكن قلبي حدثني؛
بأن صلاحنا فقد عاد لساحتنا
وذا عرسي.