لنعش بلا خداع
مصطفى أحمد البيطار
عدتُ بعد طول انتظار...
أبحث عن مجهول عبر الزمان ..
ماانفك يجري خلفه عمري..
والعمر تقرضه خناجر الأهلة
في لا مكان وتعبتُ من ألم الغياب...
كلما أبرقتْ ركضَ.. ليلحق بسراب..
ثم أجهده الإعياء..
فتوسدتُ الرصيف.. بلا ارتضاء..
ولم يكن بالشارع أضواء..
وغفوتُ فحلمتُ بأني أعانق الوفاء ..
ليستْ هي ككل النساءْ..
فيها حناناً بشوق يذوبُ في ولََهِِ المساء..
كم مسحتْ بيدها جبينَ الشمس فتألق َالضياء..
وتبعثرتْ من هولها سحباً ..
بشوقٍ لتهمي مطرْ..
ويحتضن قطراته قمرْ..
فأتوه بقاربي..
وأصرخُ كالطفل المشرد بالبكاء..
فأسرعتْ وألقتْ أهدابَها شباكا...
لتنقذني من الغرقْ..
وبعد عناء ..
صحوتُ على شدو لحنٍ في انتشاءْ..
وطفقتُ أبحثُ عن كلام..
فيه منذ القدم تباريحَ الغرام..
وجرى الحديثُ .. يتغلغل كالضياء..
وقالت: بخجل يحضنه دفء الحنان..
هذا أول موعدا بليل.. يتلألأ فيه المكان..
ويضيع بين أنفاسنا الزمان..
ومازال قلبي يحفرُ بماء الدمع أحرفاً..
ليخلَّدَ أسطرا بنقاء.. على صفحة حمراء..
والدمع تغرقُ الأعين فيه...
فيسد أروقةَ الرؤى.. لنحترق بلهيبه..
ويكوي صدورنا .. بمحضِ إرادتنا..
أقول لمنْ أسكناهم قلوبنا..
فيعبثون بعواطفنا..
ويتركوننا وراء سرابْ..
ليتكم أوصدتم شريانكم..باشتهاء..
ليبقى بدون خداع..
يملك نقاء الفطرة وبياضها ..
التي أودعها الإله طيات النفس..
ولم تعاقر إلا الطهر والعطر..
تركت للقلم هذيانه يسرح كما يحلو له..