فلسطين..وسندريلا
سمير جميل عبيد /عمان الأردن
فلسطين..وسندريلا
ايتانِ من الجمالِ يسّبحُ خالقه
جميلتان
بهما اختُزلَ جمالُ الكونِ
ومن حالات القمر كامله
فلسطين...عروس البحر
يا من ازدادَ البحرُ بك جمالاً وشواطئه
وسندريلا....حلم الليالي
أشرق بها الحلم شمساً
وسروراً لحالمه
نُسبَ الجمال اليهما
ولما تجلى وراهما
بُهتَ الجمالُ مشدوهاً
وظن المسكين أنا نجامله
ولولا أن الكمالً للهِ
من دون الناس صفةٌ
لكان الكمالُ حكراً عليهما خصائله
سندريلا
أخذها دنية القومِ رهينةً
ومن زادهم قبح الخصال قبحاً
فارادوا قمع الجمال
فكانما فاقد الشيء
إن استطاع يعاقب حامله
أو كأنه
أراد إسكات غيرة القبح
من الجمال بداخله
فلا أمل يرتجى
ممن فقد المروؤة
ولا ضمير يسائله
وطاف جواد الأمير
بكل البلاد وفارسه
وفردةُ حذاءٍ فقط
هي كل ما لديه
من أثرٍ يتابعه
وكم من أثرٍ
ما به حفلنا
ودليلٌ غاب عنا طائفه
وأرى فلسطين كساندريلا
بها من الجمالِ اياتٌ
لا تخطئها العينُ وإن عميت
بوجنتيها..كل زهور الأرض
وبكل الألوانِ قد نبتت
جمالها كساندريلا
لا عينٌ رأت
ولا أذنٌ سمعت
أكان ذنبها
الجمالُ والتاريخُ والأحسابُ والأنسابُ
حتى نرى جحافل الأوغادِ
من كل الأركانِ قد حضرت
إني بالحي
بعالي الصوتِ أسألكم
أليست المخطوفةُ ابنتكم
أما كانت على الدوامِ
درة بتاج الملك
لكل من مر عليها من الممالك
أما كفاها ارتحالاً
من يدٍ ليدٍ
ومن مستعبدٍ لها لمالك
أليست بالخيل جديرةٌ
تضيءُ الأرضَ
إذا دكت حجارتها السنابك
سندريلا سُبيت مرةً
وأتى أميرها
على كتفيه فرد جدائلها
وانتهى أمر السبي بذلك
أما أنت....يا فلسطين
يا سندريلا على امتداد العمر مسبية
يا عروساً...صاح صمتنا
والطينُ يلطخ طُهر أثواب زفافك
ويا حسرتاه قد اعتدنا
طيف القرصان في ظلالك
نهاية سبيك
متى شاء الرحمن
أو أميرٌ
حن لحر الجدائل
أو لكفنٍ
قُدّ من طُهر ثيابك

