إقرار بالحياة

إقرار بالحياة

عبد الكريم ناتي

[email protected]

سألوني في مكتب التحقيقْ

عن اسمي وطول قامتي

وعنواني

وعن هويتي المخفيهْ

عما أعرف و ما لا أعرفْ

وعن قرائن من صنع المخبرينْ

وبعد جهد جهيدْ...

أقررت بأنني حي!

فأرغى المحقق وأزبدْ

وانتفض وانتصبْ

ثم تنفس الصعداءْ

قال: آهْ...ألآن تعترفْ

تقول أنك حيْ

يا لص هذا حق ليس لكْ

يا محرر سجلْ

و أعطه الملف كي يوقعْ

قلتُ: علامَ يا سيدي المحققْ!؟

أجابني: ملفك كان نظيفاً

حين كنت تملأ فراغْ

والآن أصبح لك لسانْ

و تعديت حد الصمت إلى الكلامْ

قلتُ:ليس ذنبي يا سيدي

إنه "مُقدم الحيْ"

هو من أعطاني شهادة الحياةْ...

أليس لي بعد هذا

حق في الكلامْ؟

و فجأة دخل ضابط برتبة أعلى

ضل يحدق بي ساعهْ

ثم قال:أنت مرة أخرى

قلت: لكنْ لم نلتق من قبل سيدي

ثم جاء آخر وقال نفس الأشياءْ

و آخر و آخرْ...

ومن مكتب إلى آخرْ

وانتهى بي المطاف إلى مكتب الوزيرْ

فعرفت أنني "مهمْ"!

كان أكثر ظرفا من موظفيهْ

تفحصني جيدا ثم قال:ْ

علامَ كل هذا بنيْ!

ثم أشار إلى تمثال على مكتبه و قالْ:

كن كهذا تسلمْ

قلت في نفسي:

حتى أصنام قريش كانت تتكلمْ!

فاحمر الوزير وقال مُغضباً:

تجرؤُ على أن تعارضني

فأدركت ساعتها

أن على المخ شرطيْ

ليس فحسب على اللسانْ