أزلية الحاكم
عبد الكريم ناتي
يا حاكمي
اِرمني برصاص قناصيكْ
و تقارير مخبريكْ
لكنْ لا تُهملني...
اِمنحني فرصة للكلامْ
وبعدها لا ترحمني
لكن لاتهملني...
أنا موجود و إن حجبني حاجبوكْ...
اِن كنت تدري أو لا تدري
أنا أستحقك و أنت تستحقني
و "كيفما كنتم يُولَّ عليكم"
يا حاكمي
أنت أزلي
و كذا أزليٌ غضبي
فلم تطالبني بالنسيانْ
لطالما تصاممتُ وتعاميتْ
و تجاهلت وتحاشيتْ
لكن ظلمك النفَّاذ في جلدي
وعقلي وكلِّ كياني
أوقعني في المحذورْ
اِخترقَ عوازل صمتي و صبري
و جدران حيائي وخجلي
وعلمتُ للتو أنني
أزلي الثورة والضميرْ...
ولن يكفيني فيك رصاص الكلامْ
اِما أنا وإما أنتْ
بوطن لا يسعنا نحن الإثنانْ...
ألم تعِ إلى الآنْ
أن مخبريك سجنوك أنت لا أنا
في قلبك المهجورْ
من حب الناس و حبي
إن شئت سلمتك مفتاح بيتي
و انظر ماذا يكونْ...
حينئذ لن تكفيَكَ بطانة السوءْ
و مخبرٌ بالشر موبوءْ
شعبأ أو هيلمانا...
لن يغرد عصفورْ
بقلبك المهجورْ...
يا حاكمي
ضليع أنت في التناسي
لكن...
تذكر هذه المرة كيلا
تقع في المحذورْ...