وبقيت من !...عمري.....؟

وبقيت من !...عمري.....؟

لعلي بها ألقى الأحبة؟

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قبل أن أغادر وطني بأيام

ذرت فيها أجمل مافيها

وكأن قدري يقول لي

هذا وداعك الأخير

زرت حمص وحماه والبادية الغناء

ودمشق وغوطتها والزبداني وبلودان

عين الفيجه وسرغايا ويبروت كمان

في ربيع بلادي أجمل حلل تلبسها آنذاك

ومنها عدت إلى ساحلي, الفرنلق وكسب وسلمى تغني في جبلها هناك

ولم تمض إلا أيام بعد سفرتي هذه ومع أصدقائي في جامعتي الغناء

ويحيط الظلم بي وبعائلتي لأغدو خارج تلك الجنة والتي في ربوعها

غنت جوارحي ومشاعري بحبها وجمالها

فلا شجرة الصفصاف تكرهني ولا الصنوبر ولا السنديان

من ينابيعها ومائها تذوقت أول شربة . ومضى عمري بدون تلك الماء

فلا هي تأتيني لأشربها ولا لي سبيل لأغمر جسمي في حنائها كمان

عروس هي بلدي في فرحها ولكن اغتصبت من شرار الناس

وزاد شوقي إليها وأصبح ألما متواصلا

من شوق فوق شوق فوق شوقي

الوالدين والأخوة والأخوات والزوجة والبنين والبنات

لك قلبي يابلدي لك عمري افديك به ولكن هل يكفي ذلك مني ؟

لاأدري ربما تلفيني بأحضانك ذات يوم

ربما أعيش على ترابك بقيت عمر

ربما القى فيها أحبتي

ربما تدفن فيها جثتي

المهم ان يكون جسدي إليك وليس بأي مكان

قضيت عمري وحاولت تخليصك من الأوثان

فعذرا ياشجرتي السنديان وعذرا ياداليتي المنشورة في البستان

وعذرا يادم أبي وأختي وأخي

لم يكن بيدي وسيلة أقاوم بها الطغيان

ياما حلمت انني فيك ولكن كانت تلاحقني حتى في منامي الغربان

تعرفي ياأمي الحنون يمكن لاح بصيص من نور حتى تري ابنك البار

في الكوريتيين اجتمعا الأحباب من البلدين

بعد نصف قرن من الزمان

لعلنا نلتق بهذه الطريقه ولو كان الوقت لأيام

على الأقل اتزود بزادي من عطائك

وهواء اتنفسه من نسيمك العطر الهفيف

وأجلب حبة تراب من أثرك لتكون في لحدي الأخير