رسائل إلى طفل فلسطين

أبو عمرو محمود

يسائلني بنيَّ: متى

ستأخذني ؟

إلى الأقصى

أبي خذني.

أبي خذني.

هناك.... أغيبُ... لا أدري!

أيا ولدي...

*      *       *

يجوب الفكرُ في أرض الكرامةْ

حيث طفلٌ يرضع الهواءْ

يشمُّ نسائم الحليبْ

يمنِّي النَّفس كي ينامْ

بمصَّاصةْ

ممزقةٍ

ولو يَقدِرْ

لصيرها رصاصةْ

أو يصيِّرها مكبِّرَ صوتهِ

ليعلن عن تخاذلنا

ولو يقدرْ

لأعلن  في الصباحِ

وفي المساءِ

براءةً

من أدعياء السلمْ

*****

أيا لحن البراءةْ

لا تلمنا

إننا متنا

لقد متنا

فأرسل صيحةً  في ضمائرنا.

لعل نسائم الروحِ

تعود لنا.

أيا بوقَ الحياةِ متى ستنفخُ؟

علَّنا نحيا.....

بكم نحيا

*******

تموتونَ

لنحيا... لا....

ذرونا

كفنونا

ادفنونا

كي تصونوا نصركمْ

كي يعود الفجرُ من جديدْ

بِكمْ يسفرْ

فنحنُ بواعث الظلمةْ

ونحن سوادها

فأعلنوها

فأنتم من سيصنع نصركم حقاً

فأنتم جيلُ عزٍّ

لا تعيدوا أمسنا أبداً

فنحن ضياعكم _ كنا وما زلنا ...

ونحن ظلامكم _ كنا وما زلنا ...

دعونا يا أحبتنا

فخير أن نغادركم

وخير أن نفارقكم

لئلا تحصدوا من ذلِّ حاضرنا هزيمتكم

لئلا ننشر العدوى هنا فيكم

*****

أيا أطفال غزةْ

لاتصيحوا ... لا

فلن تلقوا مجيباً

اصنعوا مجداً بأيديكم

فأنتم من يعيد لنا

مفاخر مجدنا الضائعْ

عجزنا أن نصونكمُ

وبعنا حق عودتكمْ

وبعنا المسجد الأقصى

وبعناكمْ

*  *  *

لِتمضوا في معاليكمْ

دعونا في  

أغانينا

مقاهينا

معايبنا

رذائلنا

فلسنا نحن أهلوكمْ

ولستم من أقاربنا

وما أنتم بحاجتنا

ولسنا في دعاويكم

وما قد عاد يربطنا بكم لغةٌ

ولا لونٌ

ولا عرقٌ

ولا دينٌ

فنحن بلا هويةْ.... بل

بلا معنى

بلا معنى

بلا معنى