حلم العودة

منير مزيد / رومانيا

[email protected]

حبيبتي

كُلّ تيارات الحطامِ تندفعُ نحو صدرِي

و ريحٌ حادةٌ تُحرّكُ بقوةٍ

كُلّ أشجاره الحالمةِ بالعودةِ

ليَمُوت في الحبّ...

و ما يُعذّبُني أكثر

أنني ما عدت قادراً على الرحيل

مِنْ  شتات إلى شتات آخر

و حياتي تمضي في العاصفة

خائفة

مِنْ  الظلام أن يغطي سماءها

فترسو على الأخدودِ الجهنميِ ...

آه يا قدسُ

من  غيرك سيرفعُ حمى الاحتضار

عن روحي

عن أنفاسي المعطرة بالزيتون

و العناب...

خريري يموت

أغنيتي تموتُ

فراشاتي

عصافيري

أزهاري

فساتيني المطرزة

كلها تغتال ...

 

أطعن في اليوم بألف ألف سكين

و كُلّ تيارات الحطامِ تندفعُ نحو صدرِي

ليَمُوت في الحبِّ ...

لـ أبديتي

لـ ضوءٍ إلهي يلمعُ في أعماق الحلم

تَسْمحُ حبيبتي لروح الظل الحزين

أن تبلل فكري بالدموع

لـ أُحرق قلوب الحاسدين

و العشاق...

و تتركني أُحرّكُ قيثارتي في النهايةِ

فأغرق في حلمٍ لا متناهٍ

لـ أكتب سيرة حلم العودة

سيرة الحزن و التشرد

قصائد ...

حبيبتي

في حلمٍ سَاحِرٍ

أرى الذكريات طائرا

يشدو في تلالك الخضراء

مشاعري...

اشتياقي...

وأراني أَتجاوزُ هذا العالم المتهالك

المتورم بالظلم

وعلى جناحِ روحي الأبديّة

أحلق كريشة في الهواء

بين النجومِ في طيرانٍ خيالي ..

أَبْني لنفسي معالمَ خرافيةً

من قصائدي

أعظم مِنْ الأهرامات

و الحدائق المعلقة

مِنْ تاج محل

و سور الصين العظيم...

آه يا حبيبتي

حتماً سنرجع يوماً

لا أدري من أخبر والدي في حلم

وأخبرني ...

وسيخبر ابني

و ابن ابني ...

سنرجع

لأننا نكدس الحلم في ذاكرتنا

ونكتبه في أشعارنا

فالأحلام يا حبيبتي لا تموت

و القصائد لا تموت...!