القدس
د. حسن الرموتي – الصويرة - المغرب
ا
لقدس
لم تقل وداعا ،
ارتشفت قليلا من الصبر
و سارت كما الفجر،
لم تلتفت ،
و الحساسين على ضفائر الوقت
تغزل لها من أيامها
إيقونة بلون قوس قزح .
القدس كأنثى الطيور ،
حين تراود قمرا أو غزالا
بلغة شاعر
يمتشق وشاح الفجر ،
و يتأبط تضاريس المسافات ،
يوشوش في أذن استعارة يتيمة
أو تشبيه نسي أداته في تفاصيل البحور .
القدس
حين تتسلل إلى جرح القصيدة ،
و ترسم على جدار الأقصى ظلها ،
و تزرع في شرايين المواعد
براعم للرفض .
القدس
حين تعزف للأرض لحنا ،
و تكشف مفاتنها لصبايا الحجر
صباحا ،
و في الهزيع الأخير
تسرج للغزاة
قصائد الرثاء .
القدس
نكاية بالليل
تحلم على صدر البراءة ،
و تنصت لعبير الكلام ،
و من اهذابها تغتزل
سلما لسماء ظليلة .
للقدس
تفاصيل البلاد ،
حين تفتح في القلب
شراعا ،
أو عرسا لزغاريد البحار
أو موعدا للسفر .