سمراء الحديقة
عمرو الغامدي
وقلتُ دون أن أقصد ..
كيف حالكِ حبيبتي ؟
و بي عاشق صغير يتمرد ..
لم يخف ولم يتردد ..
فما احتملتْ حبيبتي الوقوف ..
وبعينيها بركان يتجمد ..
تركَتْ كل كلامي ..
وشوقي واهتمامي ..
وقالتْ لي ماذا تقصد ؟!
وابتدأ بها حزنُ الخريف ..
وجفافُ الجبال في الريف ..
أكاد أن أخبرها بحبي ..
وتكاد أن تضحكَ وتقول ..
أنتَ .. حقاً ظريف !
وفي الحديقة حبيبتي بكتْ
وفي الحديقة أزهار تيبستْ
وصغار وكبار لم يفهموا
لمَ الحسناء قد أدمعتْ !
وهي تفركُ إصبعاً بإصبعِ
وتُعيد حساباتها وتجمع ..
وقالت يا أيها السيد ؟
ماذا تقصد ؟!
سمراء الحديقة إني أهواكِ
ولم ترى عينيّ قمراً سواكِ
هاتي يديكِ أقبلها مرة ً
أرى فيها نجاتي وهلاكي
أرأيتِ الحديقة تضيقُ علينا ؟
والفراشُ تعباً يحلق حولينا
أرأيتها تضيء لنا طريقاً
تمشي دون أن ندري قدمينا
انظري بعينيكِ نحو المشرقِ
تطلع الشمس خجلاً من مغربها
لا زالتْ حبيبتي متعبة ٌ ..
وما أحدٌ يدري ما أتعبها ..
جلستْ على المقعد ..
وضعتْ يداً على الخد المتورد ..
وقالتْ ماذا تقصد ؟!
أغمضَتْ عينيها سارحة ً
وقد رأيتها تسافر ..
رأيتها تحضن دمية ..
وتقفز فوق السور وتغامر ..
تمشي جانب النهر وتسامر ..
قالت لي .. سألبس لكَ
فستانٌ أحمر يليق بك َ
وشالٌ ذهبيُ لأجلكَ ..
وأكتب لكَ كلمات وأغنيها ..
وأحادث روحي وأمنيها ..
أن ألتقي بك تحت النجوم ..
أن ألتقي بك فوق الغيوم ..
رأيتها , تحبني جداً
ولكنها تسرّ ذلك ولا تخبر ..
وترفع حاجبيها مثل الطفل ..
وفي براءة سلبت مني العقل ..
لا زال سؤالها يتجدد ..
وقالت لي أيها السيد ..
ماذا تقصد ؟!