أرض القمم
عائشة الحطاب . الأردن
من قتل أطفال المهد .. بالعالم الأسود
من قتل الأحزانَ .. التي تبكي
من داس على عظام الموتى بلحم الثكلى
فلماذا توزعنا في طريق الموت هنا ؟
ولماذا لا يثأر الموت على أبواب القيامة ..؟!
كل المعابد مهجورة ممنوعة الصلوات
كل المحارث منكسرة بأرض الفجيعة
من باع شهوته بأرض القمم ..
من كان بنهم الغي .. يعتريهِ السَّفكُ ..
فقم لمحاكاة الغراب ..
وأطلق صغارك الرضع ..
ضع قلبك بالظلام ..فلا ماء
يسقط بصحراء الأسى..
ولا رصاص ينتصر... تحت صمت الجبين
فخبز المعارك ما زال يغطي النذالة..
ولحم الضحية مطبوخ .. تحت سعير الأنفس !!
الخجل شَبَقٌ .. بذيل التيس
وصحراء الأعداء .. تجنح بثواب السواد ؟!
قطيع الخراف غدا .. بقافلة الغرباء
كواهل تنادي العابرين ..
وكثبان الرمال ... تخنق الشوارع
سأغمرَ .. أديمَ الأرض بوجهي
والقحُ دم اليتم .. بفراش الأيامُ
فمن سيرفع رأسه بالضحية ..
وعصا الجلاد
رائحةُ الأرض تغربُ بالنتانةِ ..
ثرية بسواد القبح
أحّرث العتمة أيها الكاهنُ
فقد هزمتك الأموات ..
ونقشت على جسدك عارَ القبيلة
ستنزل لَعَنَاتِك بحصادٍ وافر ٍ
ستنزل بعينين من نار ..
وأنت .. ما زلت تنمو بشرف الثوب !!
سنفتح مقابرنا بالسماء..
ونتدلى من الحبق فوق الرمال
فهذا زئير الموتى معلق بالفردوس
نكتب بالنار جراحنا .. حسرة
لا من ماض يعود ..
ولا من حاضر ، يجيء بالمعجزات
فوق وريدنا يبكي التراب.. خطايا
فناموا تحت سقف الخراب .. ناموا
هذه وليمة الأسد .. وجلد الرُعاة
معاقرةَ المدنِ بأناتِ الجحيم ..
تنضح.. فدفعني بهذا الخسوف
وفجّر نبيذ دمي...
فكل شيء يفتقُني ..
كي اسكر بالفجيعة والموت ..
امتص رطوبة الأرض بالسأم ..
فهذه الطُّيوفُ أخْيِلَةٌ ..لا تنام !!
يحلق رأسي فوق غمر الدخانٌ
فماذا سأجني غير قتام السواد ..
وأنا مبحر.. فوق لجة الدفق
اقفز مسعورا .. بوجه النواح
وتشققات الأرض تبلعني ..
وأبلع نفسي ..؟!