هزء العتبات

صباح الخير يا أمي

هزء العتبات

منيرة سعدة خلخال/ قسنطينة/ الجزائر

[email protected]

مذ كنت في رحم القلب أغنية

إلى أن جبت بقاع الروح واصطفتك المحبّة

واحتمت بطرف ثوبك الدنيا

مهيضة جناح السلام..

 صباح الخير يا وطني،

انتفت من شواطئ رسمك " الهربة " ..

وانتعل الزمان رشدك

واحتضن متباهيا رفرفة العصافير

تغدو في حديقة المستقبل

رمز نثار

تهبه الأرض للحكاية والرواية وسحر الأساطير

 صباح الخير قسنطينة،

لملمك الثلج في زجاجة صفاء

إكسيرا للتوافق الحرّ

وصداقة الوقوف ب"  سبعة باب"  ..

وجسورك مرهفة الوصل

حين يؤذّن للمجيء..

 مشتاق كما الليل

لهذي الطريق

المجبولة على أقاصيص الكلام

العصيّة على أنامل الخوف

تتشكّل وفق هوى الحلم..

الذي يراود فيما معناه، العتمة..

عن سرّها البائن أو بوحها المعتّق

في كحل العيون

 مشتاق كما الليل

لهذي المواجع،

المسكوبة بفنجان الوحشة

تتجرعه أطياف الوحدة المفردة

جراحا تندمل في عطف التجدّد 

 مشتاق كما الليل

لهذي الدمعة،

تفيض شفيفة الحرقة

مسرجة بهول النبأ

لازال يصنع بوصفه العصف..

 مشتاق كما الليل

لهتف الروح في مقام الدجنّة

هادرة بالحنين رائقة

عند منعرج الحزن

شديدة الموت

إذ تحتمي بالحياة

منجلي ضوؤها ،

خفّاقا شراعها

كما صوت الفلاح..

 صباح مهشّمة رأس رؤاه ،

لعب الأطفال مرة أخرى بحجارة نافذته..

لم يكن يشبه القطار في زحفه نحو منتهى يرتجيه،

لكنه أصيب في وجهته،

حين سقطت أهازيجه على حافّة الإبتداء..

و تكرّست من جديد مأساة الفرح..

 الفرح الذي لم يكن أبدا يعني المجيء ،

مولعا بمواسم الهجرة نحو فلسفة النزوع

إلى مغبّات الزهد ،

تكريما للحياة الكريمة ،

من أجل موت أفضل

يهيم بالشعارات الموصولة بحكمة التبصر ..

 صباح الهجرة السرّية إلى القلب إذن..

نقتفي مطره وقد باء بمحنة الهطول

تهبه من مائها المجازات

ما تشتهيه الظلال في غمرة السرور..

 والصباح عمر بائت

تنهشه بتقدّمها الظهيرة..

أسوارا من صلب القلاع الأسطورية

تتطاول على بهاء الأصالة العوجاء

تتوغل في تاريخ اللحظة المارقة

لتنبئ بميلاد موت آخر

عل حين رجّة..

 لصباح يضيع في براءة الفجر

و قد تفطّن لعيني الملقاة

على عاتق الحضور:

متى يهدأ هذا الرواح..

" يا الدنيا مافيك أمان" ..؟

 ثمّ ، يقول الصباح لكائنات الأحرف الهشّة

وهي تعاتب ظلّه الأبيض اللازوردي

المائل إلى يأس اللقالق

من ورود الإقامة الواحدة:

 - ما الفرح ؟

 - ما الضحكة العذبة؟

 - ما لون الأهلّة؟

-ما روح الكلام؟

 تفتن الصحراء الكبرى صباحك

إذ ترميه بوجع قارّ

يلفح أكفّ مدائنه

ينقلب إليك نبضها فاترا وهو ذليل..

صباح لم يعد يصلح لفسحة البدايات/ أين درويش؟

وقد أحاط الغياب الصلصال

بيده الفارغة من تقى التجريب..

صباح غريب،

سحيق التطلّع فيما لا يعنيه من أرق

تصبّبت به مهجة النهار

مفجوع في صحوه

سليط الألم

غزير الوجع..

 من غيمتك العجوز

ينبت الأصيل الطافح بعذابات الإياب..

ها قد توحدت والصباح العجيب

عديم الأسرار ..

الممتلئ بك ،

المنصرف عن الشمس الحارقة / الباردة /

أسيرة الظهور..

وأنت - الآن- تشبهني ،

و الوقت امتداد للسكون..

 سكن الليل ،

ولم تغرب الغابات المشعّة بالظنون

ولم تستح الظلال من عينك تحرسها الغيبة

والسفوح العجاف ،

  سكن الليل ،

ولم تحطّ طيور الحيرة على كتف المقام

ولم تنته إلى موجة في الضلوع..

ثمّ ، لفّت رأسك بذراعيها الزوايا

خذلتك المساءات التي لم تنبئها بأسماء الورع..

هزّك الوجل ،

وأسرتك المتون التي،

قال قائل أن ليس لها قلب ؟

 وأنا - الآن- أسرد قلبي..

إيه أيها الوقت المتجلبب بدمي

العاصف بالمآلات

المتكسّر على هزء العتبات