غزة بائعة الغيظ

محمد محمد البقاش - طنجة

[email protected]

لا نامت أعين الجبناء

ولا نطقت ألسن العملاء

غزَّة تشكو ولله المُشْتَكى

تشكو الصّفيق والمنافقَ

تبكي حسْرةً فجيوشنا تتفرّج

والدّم يجري سيْحاً مُتدفِّقا

يكتب التاريخ جُبْنهم وخِسَّتهم

وهم إلى زبالته ذاهبون

تُنَصّب أعلام العار لقادتهم

وهم فيها جميعا سافلون

شِرْذِمة قليلون علينا جرَّءوهم

حَموْا إسرائيل وقتَّلوا مَنْ هُمْ منهم

فلو عاد إليهم موسى لذبّحهم

ولو قام فيهم هارون لحَرَّقهم

مرضى يعانون وساوس الشيطان

فأين من ينسيهم تلك الوساوس؟

تشكو غزة ولله المشتكى

تشكو الصفيق والمنافق

...      ...      ...

فيها من بني قومها الفقيه جُحا

فهل كان جحا شامتاً أو أفّاكا؟

أطفال غزة يُبْنى بِهِمُ العزّ

وحُكّامنا يصنع منهم الذّلّ

حانوتيّ في مصر عند بقّالته

يقفلها ولا يخشى الخسارة

يأتيه المال ممن لا مال له

سُرّاق الشعوب وقاهروها

له من سلعته مُصبّرات ومُعلّبات

ملْآنة بحكمة سدّ معْبر رَفَح

يُسدُّ شِرْيانه فلا خفقت

قلوب المنافقين

ويُشقّ جلده فعند المجاهدين

مِلْح الغَيْظ

ليمت بغيْظه المُثبِّط والمُنْبَطح

وليُحْينا من قام عنّا ينافح

نحيا مرّات باسْتشْهاد الشّهيد

فالجهادَ الجهادَ.. الحياة كفاح.