فقط الشهيد يتكلم
مصطفى أحمد البيطار
أنا الغزاوي من كتائب القسام
سأبقى معتصماً بحبلِ عقيدتي
شامخَ الرأسِ أُصافحُ إهابَ السماءِ ...
أعانقُ الجوزاءَ رغمَ كلَّ مَصائبي
في حصاري وتجويعي
وحماقةَ أعدائي ...
أجوبُ الفضاءَ الطلقَ بإيماني
متحرراً من كلِ قيدٍ بآماليَ الجسامِ
كالنسرِ متخذاً قِممَ الجبالِ سَكني
والسماءَ غطائي ...
أسيرُ ثابتَ الخُطى والجَنانِ
لا أرمقُ كآبةَ الليلِ ولا أحْفلُ بِجحافلهِ
ولا أرى لظلالِ الأسَى في طريقي أيَّ ضِياءِ ...
أجَرِّدُ حُسامَ الفجرِ منْ غمدهِ
وأصيخُ السمعَ لقصف الطائرات
وأزيز الرصاص هو لحن تزغرد له دمائي..
وأذيبُ روحَ الطبيعةِ
في مُهجتي ليكونَ بلسماً لكل داءِ ...
وأصْغي لقولِ ربي ليصفوَ قلبي
وينْجَلي منَ الأصْداءِ ...
وأطفئُ لهيبَ الأسَى
وأغسلُ بدموعِ الغَمامِ ,وجه الثكالى واليتامى
والأيامى من البكاء ...
وأُرَمِمُ فؤادي المتَهدِمُ من نوائبِ الدَهرِ
ليكونَ أقوى من الصخرةِ الصَماءِ ...
وأرنُو دائماً لانبثاقِ فجرٍ مشرق بالنصر
من وراءِ الهوةِ الظلماءِ ...
وأزيلُ كلَّ الهواجسِ من دُجى الأوهامِ والأسقام ِ
وأسيرُ غيرَ مكترثٍ بأشواكِ القتادِ
في الفيافي والقفارِ ، ورداءةِ الأنواءِ...
وفحيحِ الهواجر الحارقات للوجوه والأجسام
ولهيب لأقدام تقرحت بالسير فوق
جمرة الصحراءِ ...
د
أنقلُ خُطايَ وأسْري بروحٍ فيها قبسٌ متوهجٌ
تَجتثُ جحافلَ الظلامِ
والأوهامِ , واستأصل كل داء...
سأبقى أخطُ بِدمي وألمي على صفحةِ
السماء تراتيل صمودي
وأعزفُ على أوتار قلبي
كلَّ شدوٍ لأغيظ اليهود ومن والاهم
من السفهاء...
وسأبقى محلقاً كالنسرِ رغمَ قصْفِ الرعودِ
وبرقِ السَماءِ .
مصطحباً ضياءَ الأَملِ بالفرج القريب والنصر
مِنْ ربِّ السَماءِ .
هو عَوني في مقاومتي وثباتي على الحق
إما الشهادة أو النصر على الأعداء...