قَصِيدَةٌ خَلَعَتْ نَعْلَهَا
نجاة الزباير
شاعرة من المغرب
[email protected]
إلى كل العراقيين هذه القصيدة التي سكنت وجداني، ذات حذاء رُمِيَ غضبا ضد الظلم
والتعدي على كرامة الإنسان في الوطن العربي.
1
أَقْبَلَتْ مِنْ أَرْضِ اُلْفَجِيعَةِ
خلْخَالُهَا جُـرْحٌ
فُسْتَانُهَا حَدَائِقُ نَارٍ
عِطْرُهَـا نَزِيفٌ.
كُنْتُ حِينَهَا أَقْرَأُ وَجْهَ اُلرِّيحِ
تَسَلَّلْتْ لِمَنْفَايَ..
كَانَ عَلَى وَجْهِهَا نَدْبٌ
سَتَرَتْهُ بِكِبْرِيَاءٍ
ـ "اُجْلِـسِي"
قَالَتْ حُرُوفِي تَتَنَشَّقُ هَوَاءَ اُلْفُرَاتِ.
2
قُرْبَ بَابِي جُنْدِيٌّ يَنْتَظِرُ رَكْضَهَا
نَثَرَتْ فَوْقَ كَفِّهِ عُمْرَهَا
ثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلَيَّ
تَنْسُجُ لِلصُّبْحِ خُطَاهُ
ـ "كَيْفَ أَحْيَا بِلاَ وَطَنٍ
وَ أَمْشِي بِلاَ غَدٍ ؟
"
اُرْتَجَفَ دَمْعُهَا
تَسَاقَطْتُ مِزَقا
كَيْفَ أُوَاسِيهَا
وَقَدْ عَمِيَتْ كُلُّ اُلدُّرُوبِ.
3
سَأَلْتُهَا عَنِ اُلْجُنْدِيِّ
يَخْنُقُ آهَاتِهَا
ـ "كَانَتْ مُطَارَدَةً "
هَمَسَ طَلْعُهَا.
أَفْرَدْتُ لَهَا أَضْلُعِي
قَدَّمْتُ لَهَا قَمِيصَ اُلْعُرُوبَةِ كَيْ تَنَامَ
شَدَّتْ لِبِحَارِ اُلسُّهْدِ رِحَالَهَا.
4
فِي مَفَاصِلِهَا تَمْشِي اُلْحَرْبُ
تَتَقَمَّصُهَا اُلْكَوَارِثُ
نَبْضُهَا شُرُفَاتُ نُبُوَّةٍ..
غَطَّتْ بِلِحَافِ اُللَّيْلِ خَرَابَهَا
وَحَلَّ اُلصَّمْـتُ.
5
صَعَدْتُ فِي شَجْوِهَا
كَانَ حِبْرُهَا قَبْرًا
ـ " اُتْـبَعِينِي"
قالت
لَمَحْتُ غِيَابَ نَعْلِهَا
اُسْتَغْرَبْتُ
تَبَسَّمَتْ :
ـ " تِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى"
6
فَتَحَتْ حَقِيبَةً صَغِيرَةً
رَأَيْتُ فِيهَا اُلْعِرَاقَ يَبْكِي صِبَاهُ
ـ " كَيْفَ تُورِقُ أَغْصَانَهُ ؟ "
قَالَ أَنِينُهـَا.
7
وَلَجَتْ فَجْأَةً بَابَ تَعَبِي
اُصْطَادَهَا اُلْعَسَسُ
تَأَلَّـمْتُ
كَانَتْ حُورِيَةً
خَلَعَتْ عَلَى بَابِ اُلْإِمَارَةِ نَعْلَهَا.