كسَرْتُ كَأسي

مصطفى أحمد البيطار

[email protected]

 ألقيتُ في بحرِ الأسى  كأسي...

بعدما كسرتها...

لأنها فاضتْ بآجنِ الماءِ...

ولم تصلحْ لشرابِ...

 كانتْ أملي وحلمي ..

أضعُ في صدرها أورادَ الربيع...

فتحنو عليهنَّ...

وتُنْعشني برحيقٍ أنْسى ...

بهِ جلَّ مُصابي...

 وتارةً أرشفُ من شفاهها شهداً...

وعذبَ ماءٍ من فراتٍ...

فيه شفاءٌ من كل داءٍ...

 ثمَّ فجأةً غَمرتْها الليالي...

بأحزانٍ ودموع ٍفذوى بريقها...

فأنَّتْ وتأوهتْ...

وازددتُ حزناً وانتحابِ ...

 كلما رأيتُ فيضَ دموعِها ألقيتُ...

عليها ثوبَ الصَمتِ...

بِمحرابي...

 تأملتُ رونقَ جمالها وصفوَ صَفائها...

حينما كانتْ مِرآةً عاكسةً للنور...

ويُشَعشعُ فيها أحلى

شرابِ....

 وأرشفُ متعللاً شهداً محلى برحيقِ....

وردٍ ...منْ ثَغرِها....

سرعانَ ما غَيرتْها أكفُ الظلامِ....

وشفاهُ السرابِ....

 كنتُ أطَوقُ عنقها وصدرَها ....

بألوان الورودِ....

لكنَّها انكسرتْ وتعفرتْ....

بالترابِ....

 فبكتْ عليها وردةٌ حمراءَ منْ وسْطها....

وجفَّ ماءُ الحياةِ فيها  وقالت:....

قتلتني ....هَلا رحمتَ....

شبابي ....

فأجبتُها ما نفعُ كأسٍ تصدَّعَ زُجاجَها....

ولم تمسكْ ماءَ الحياةِ...

ولم أجدْ منْ صَفائها....

سوى ذكرياتٍ في سرابِ....