فجر العرب

عمرو الغامدي

[email protected]

هذا قنديلُ الفرحِ  أحرقهُ الأوغاد

والعرب ما زالوا يحسبون الأعداد

يرسمون التصريحات والتوقعات

ويُنزلون العشرات موضع الآحاد

زناد الموت خلف رقابهم يصرخ

وهم ما زالوا يتعلمون ضغط الزناد

الشمس لا تشرق ومعها المدافع

ولم تنجبنا أمهاتنا مع بنادق وعتاد

نظن بأنّ القهر يصنع المحاربين

فكيف بديار نطق القهر في المهاد

بين الرافدين نضج الموت وأثمر

والناس يسقطون فيه قبل الحصاد

طفلةٌ تحمل داخل حقيبتها الكتب

تفتحها فينفجر في وجهها الرماد

تبكي على أبيها .. على أخيها ..

فكيف إذا انتهى البكاء والسواد

فكيف بها إن جرَتْ لحضن أمها

وجدته بارداً خالي الدم والفؤاد

وإن خرجت من منزلها هاربة

تقاسموها وغرزوا بها الأوتاد

فجر العرب استلقى فوق وجهه

يصمّ أذنيه إن صرخت بهِ وداد

وُلد طفل وداد وفي يديه الأصفاد

أمَا من تاجرٍ يبيعنا ذلك السماد؟

ربما قد نزرع فجراً صافياً للأبد

ربما نشتري سوطاً كسوط الجلاد

ربما نقدرُ أن نعيد النخيل لبغداد